للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في تلمسان والحاج العنقاء في العاصمة (١)، وما يزال له معجبون إلى اليوم.

ومن هذا الجيل الحاج محمد العنقاء المولود في القصبة (العاصمة) سنة ١٩٠٧، واسمه الحقيقي هو محمد ايدير حالو. وتعلم الموسيقى والشعر على الشيخ مصطفى الناظور، وكانت له ذاكرة قوية فحفظ الأشعار والألحان. وأخذ على شيوخ آخرين أيضا، وقيل أنه دخل الثعالبية وأخذ على الشيخ سيدي علي وليد الأكحل، وكان يريد بذلك تصحيح النطق حسب الشعر القديم فراسل الشيخ أحمد بن زكري والحاج أحمد الأكحل (الشعر؟) العارف بأسرار الموسيقى الأندلسية (٢). وكان العنقاء عارفا بأواع الشعر الملحون (الزجل)، وهو الذي أصبح فيما بعد يسمى العروبي (الموال). وبعد موت شيخه الناظور سنة ١٩٢٥ أسس العنقاء فرقة خاصة وأخذ ينشط الحفلات العامة. وشارك العنقاء سنة ١٩٢٨ في حفلة افتتاح محطة الإذاعة (راديو الجزائر) واشتهر فيها أمره، إذ تولى فيها الإشراف على الجوقة الشعبية (٣). وكان وجوده في العاصمة وفي المنصب المذكور قد جعل منه علما بارزا في الموسيقى التقليدية، ولكنه كان مثل زميله الشيخ حمادة، لا يستجيب لمقاييس الطرب والغناء في الذوق الجزائري جميعا. فقد ظلت أصواتهما محلية أو جهوية (٤).


(١) حشلاف، مرجع سابق، ص ٢٧٨. توفي الشيخ حمادة، إبريل ١٩٦٨ بعد أن أدى فريضة الحج.
(٢) لا نعرف أن الشيخ سيدي علي وليد الأكحل كان من شيوخ الثعالبية. أما أحمد الأكحل. فهناك شاعر معروف بهذا الاسم وترجمته في شعراء الجزائر لمحمد الهادي السنوسي انظر فصل الشعر.
(٣) حشلاف، مرجع سابق، ص ١٩٩ - ٢٠١. توفي الحاج العنقاء في نوفمبر ١٩٧٨. وقد خصه رابح سعد الله بتأليف يحمل اسمه.
(٤) استمعنا نحن إلى عدد من هؤلاء الفنانين، كالشيخ حمادة والحاج العنقاء وفضيلة والحاج الفرقاني وأمثالهم، فوجدناهم يتمتعون بأصوات طيعة ومواهب كبيرة، ولكن غناءهم لا يخضع لأي قواعد لغوية ولا يكادون يفصحون عن مشاعرهم من خلال =

<<  <  ج: ص:  >  >>