للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بضع أسابيع ظهر فيها محل تقدير وتكريم، فنحن نجده في إحدى الصور بلباسه الأوروبي مع الطربوش واللحية الطويلة وهو يتبادل الحديث مع بعض الأعيان كالدكتور منصور فهمي والشيخ عبد اللطيف دراز شيخ الأزهر، ومفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني، ورئيس الجمعية الملكية الفلاحية فؤاد أباظة، ويبدو من المؤكد أنه التقى عبد الرحمن عزام الأمين العام للجامعة العربية، وفي هذه الأثناء اتخذت اللجنة السياسية للجامعة العربية قرارا برفع القضية المراكشية إلى هيئة الأمم المتحدة، وقد ذكرت جريدة (منبر الشرق) نبذة عن حياة مصالي وأفكاره السياسية ونشاطه في جنيف مع صديقه علي الغاياتي وغيره، وصرح للصحفي عبد الكريم محمد الذي يعرفه من قديم بأن البلاد العربية المسلمة لن ينقذها إلا العودة إلى تعاليم الإسلام ووحدة العرب والمسلمين حول الإسلام (١).

ويبدو أن أتباع مصالي في الجزائر وفرنسا كانوا يعتقدون أنه سيغتنم فرصة وجوده في المشرق لأول مرة ويوسع من دائرة التعريف بالقضية الجزائر وربما نصحوه بأن يختار الإقامة هناك، كما فعل الأمير الخطابي وغيره، بدل البقاء في السجون الفرنسية، ولكن مصالي فاجأ الجميع بالرجوع إلى أوروبا، والحلول بسويسرا بدعوى التعريف بالقضية الجزائرية في الأمم المتحف التي كان مقرها عندئذ في جنيف، وقد أقام مصالي مأدبة في أوائل ديسمبر ١٩٥١ للوفود العربية والإسلامية بهيئة الأمم في جنيف، ومن الذين حضروا المأدبة عبد الرحمن عزام وأحمد الشقيري ورؤساء وفود الدول العربية والإسلامية (٢).

ومما يلفت النظر أن مصالي ألقى فيهم خطابا نوه فيه بالكرم الذي حظي به لدى الحكومات والشعوب العربية والإسلامية أيام إقامته في المملكة العربية السعودية ومصر، ووعدهم بأن الشعب الجزائري سيحقق آمالهم، وبعد حوالي شهرين ونصف قامت السلطات الفرنسية باعتقال مصالي وهو متجه إلى بوردو


(١) المنار، ١٥، ٢٢ أكتوير ١٩٥١.
(٢) المنار، ١١، ٨ ديسمبر ١٩٥١

<<  <  ج: ص:  >  >>