للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانت الجمعيات والأحزاب التونسية مفتوحة أمام الجزائريين، وقد اشترك فيها البعض بكل نشاط وإيمان بالمصير المشترك، وكانت بالنسبة للبعض مدرسة في العلم وفي السياسة والثقافة والإعلام، فكان رجل مثل زغودة يشارك في تحرير جريدة الزهو وجريدة الزهرة، ووجد رجل آخر مثل عبد الله شريط طريقه في تونس في ميدان التعليم والصحافة، وسنتحدث عن نشاط نخبة من الجزائريين أيام الثورة في تونس.

من التنظيمات التي شاركت في إنشائها شخصيا مع إخوان تونسيين وجزائريين (رابطة القلم الجديد) التي تأسست في يناير سنة ١٩٥٢، وكان رئيسها زميلنا الشاعر والدبلوماسي الشاذلي زوكار، ومن أعضائها التونسيين منور صمادح ومحمد الشابي ونور الدين صمود ومحمد بلحسن، أما من الجزائر فكانت تضم محمد العيد الخطراوي ومحمد علي كرام والجنيدي خليفة .. كانت الرابطة مفتوحة لكل أبناء المغرب العربي، وقد تولى رئاستها الجنيدي خليفة سنة ١٩٥٤ قبل إلقاء القبض عليه، وكان الجنيدي ناقدا، كما كان كرام قصاصا، والخطراوي شاعرا، وكانت الرابطة تربط بين الأدب والحياة والوطنية، وكان شعارها (نريد أدبا تريده الحياة)، وكان طموح الشباب والآمال السياسية والنهضة الثقافية هي الدافع لنا في هذا المضمار، وقد بقيت عضوا في هذه الرابطة إلى أن تخرجت من الزيتونة ورجعت للجزائر سنة ١٩٥٤ (١).


= للشيخ زغودة قبل الثورة نشاط في الحزب الدستوري القديم ثم الجليد وفي جمعية صوت الطالب الزيتوني التونسية التي ظهرت في أوائل الخمسينات وقادت حركة تجديدية في جامع الزيتونة.
(١) عن تفاصيل نشأة الرابطة ومبادئها وأعضائها ونشاطها انظر الحوار الذي أجراه عز الدين المدني مع أول رئيس لها وهو الشاذلي زوكار في جريدة العمل التونسية، الجمعة ١٧ أبريل ١٩٧٠، وقد تأسست الرابطة في المدرسة العرفانية الواقعة قرب المدرسة الخلدونية بتونس، وكان أعضاؤها يجتمعون كل خميس في أماكن مختلفة ثم استقروا على الاجتماع في المدرسة الهلالية - برحبة الغنم.

<<  <  ج: ص:  >  >>