للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلامية، وقد ذكر فرحات عباس أن البيان الذي صاغه سنة ١٩٤٣ جعل الاعتراف باللغة (العربية لغة رسمية كالفرنسية من المطالب الأساسية، كما طالب البيان بالتعليم المجاني والإجباري لجميع الأطفال (١).

واتهم بعض الكتاب فرنسا بالتناقض في موقفها من العربية، فقال إن فرنسا تدافع عن التعليم والثقافة في منظمة اليونسكو ولكنها تضطهد اللغة العربية ومدارسها وثقافتها في الجزائر، كما اتهمها بمحاربة الدين الإسلامي واللغة العربية (اللغة القومية) مع أن المدارس الحرة لا تطلب من فرنسا سوى رفع يدها وترك الشعب يتعلم لغته كما يريد، ومن الإجحاف في نظره أن يطالب الجزائري بالاستظهار بالرخصة حسب قانون ١٩٣٨ ولكنه عندما يتقدم لطلبها يؤجل الجواب إلى ما بعد تقارير الشرطة، كما أن فرنسا لا تعترف بالشهادات العلمية الصادرة من المعاهد الإسلامية (٢).

وتحت عنوان (واجبنا نحو لغة الضاد) تحدث نفس الكاتب (المطالع) عن الجهود التي تبذلها باكستان نحو اللغة العربية بينما هي مضطهدة في الجزائر، كما لاحظ أن التعلم باللغة العربية يتراجع في الأوساط الموسرة التي تقبل بدلا منها على تعلم اللغة الفرنسية، أما الطبقات الفقيرة فلها عذرها في عدم إرسال أبنائها إلى المدارس العربية التي لا مجانية فيها, في الوقت الحاضر، وقد عزا الكاتب ذلك إلى كون السلطة الفرنسية قد وضعت يدها على شؤون البلاد (يقصد الأوقاف التي كانت تمول التعليم).

وقد استمر الكاتب في التعليق على موقف الطبقة الغنية والطبقة الفقيرة من التعليم بالعربية، فاتهم الطبقة الأولى التي سماها المستنيرة بالاعتزاز باللغة الفرنسية على حساب العربية رغم أن أبرز ما يتميز به الفرنسيون هو الاعتزاز بلغتهم القومية، ومن رأيه أن نشر اللغة العربية يتوقف على عاملين: الأول


(١) فرحات عباس، ليل الاستعمار، ص ١٧٠.
(٢) المنار ١، ١١ أبريل، ١٩٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>