للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإكثار من المدارس الحرة، والثاني الإكثار من الصحافة العربية وتنشيط حركة التأليف وتهذيب لغة المسرح وتعريب لغة المجالس والمسامرات في النوادي الأدبية والسياسية وبث روح الاعتزاز باللغة العربية وتنظيم حملة واسعة لمكافحة الأمية بها، وهي اقتراحات في جوهرها بناءة وواقعية وتدل على أن (المطالع) رجل ذو خبرة واسعة بأوضاع الجزائر (١).

وقد كتب الشيخ علي مرحوم عما أسماه (محنة العربية) في الجزائر، والمقالة كتبها في البصائر وتعرض فيها لحال معلمي ومتعلمي اللغة العربية أمام محاولات الفرنسيين منع تدريسها وتعلمها، ودور المعلمين في المدارس الفرنسية الذين اتهمهم بالعمل على منع التلاميذ من تعلم العربية في مدارس جمعية العلماء ناقلا عن بعضهم قوله: (يجب ألا يوجد في الجزائر سوى لغة واحدة وشريعة واحدة،) وفسر الشيخ مرحوم ذلك بأنه يعني القضاء نهائيا على العربية والإسلام، واتهم أولئك المعلمين بالمكر والتعصب واعتبر موقفهم حربا معلنة، ودليله في ذلك اضطهاد مدارس جمعية العلماء (٢).

وفي هذا النطاق أعلنت جريدة المنار من أول عدد شعارها الوطني والقومي، وهو الشعار الذي يذكرنا بشعار الحركة الإصلاحية: (الإسلام ديننا، العربية لغتنا، الجزائر وطننا)، لم تذكر المنار من هو صاحب الأبيات الثلاثة التي ازينت بها، وعنوان الأبيات هو (لمن تعيش؟) والجواب:

عش للجزائر كوكبا ... يجلي الدياجي نيرا

عش للعروبة صارما ... يحمي حماها مشهرا

ولتغد للإسلام ... حجته إذا اشتد المرا (٣).

والغريب في هذا المجال هو أن أحد أعمدة المسرح منذ العشرينات من


(١) المنار، ٢٥ أبريل، ١٩٥٢.
(٢) البصائر، عدد ٣٠٦.
(٣) المنار، ٢٩ مارس، ١٩٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>