أصحاب المكتبات والمطابع، فطابع الشافعي بطبع كتب المثقفين الجزائريين في الجزائر بدل الاعتماد على الكتب المشرقية ولا سيما الكتب التعليمية، منتقدا عناية أصحاب الكتبات بجلب كتب المشارقة وإهمال كتب الأدباء الجزائريين.
وهاجمت البصائر مجلة هنا الجزائر لإهانتها الدين الإسلامي مرة بطريقة مباشرة وأخرى غير مباشرة، فتحت عنوان (الإذاعة تهين الدين) قالت البصائر إن الإذاعة مثلت رواية (أيوب) بصوته، وإنها تلقت احتجاجات من المواطنين على ذلك، وإنها تدعمهم وتستنكر عمل الإذاعة معهم، أما الإهانة غير المباشرة فحين قدمت الإذاعة رواية سخيفة (ولم تسمها) لأحد المنبوذين ممن لا يدرون ما العلم وما الفن، فالإذاعة بذلك قد أهانت الذوق والفن.
عرف عبد المجيد الشافعي بقصصه التي بدأها بـ (الطالب المنكوب)، فكان ظهوره واهتمامه بهذا الفن مبكرا، ولم يكتف بالتعبير عن ذلك بمقالة أو بقصة وإنما تابعه في سلسلة من الأعمال، انتهت حسب علمنا وسط الخمسينات، ولكن الشافعي لم يتطور كثيرا أثناء رحلته الأدبية، شأن بعض رفاقه في الدرب، ومن أعماله قصة (ضحايا الجهل في بلادنا)، وهي قصة فتاة كانت تدرس في المدرسة، وكانت في غاية الحسن والجمال والذكاء والمثابرة وفجأة أمرها والدها أن تلازم البيت رغم أنها على وشك الحصول على الشهادة الابتدائية، فاعتمدت على نفسها في الدراسة في البيت لكي تحقق أملها، ولكن قواها تراجعت وتراجع معها الأمل من تحقيق هدفها، وبقيت بين التشاؤم والتفاؤل إلى أن بشرتها أمها بأنها ستزف إلى رجل غني قريبا وقد ختم الشافعي قصته بطلاق الفتاة وضياع عمرها، فتأست بصاحباتها اللائي لم يدرسن أصلا، وللشافعي ألوان أخرى من هذا النمط القصصي الاجتماعي الذي يستوحي المدرسة والمجتمع، والشافعي هو أيضا صاحب (خواطر مجموعة) التي علق عليها بعض الكتاب عند ظهورها قبل الثورة (١).