للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن الذين أجابوا على استفتاء الوحدة مالك بن نبي، فقال إن جوابه على السؤال موجود في كتابه (شروط النهضة)، ومع ذلك شارك قائلا إن الذي يهمنا هنا هو إدراك الدستور الذي من شأنه أن يرفع نصب الحياة من الحضيض الذي شاهده إلى المستوى الذي يطمح إليه الفرد أو المجتمع بطبيعة الشيء المسطر في غريزة بني الإنسان، وفي نظره أن المشكل في الجزائر إنما هو قبل كل شيء عائد إلى أصول اجتماعية عامة لا تخص طورا من الحياة البشرية دون الأطوار الأخرى ولا عنصرا منها دون العناصر الأخرى بل تشملها في جميع مراحلها، تارة من حضيض إلى حظ وتارة من حظ إلى حضيض (١).

ومن جهته حدد الشيخ العربي التبسي إجابته على أسئلة المنار حول الوحدة فقال إن الاتحاد ضروري لأنه هو المنقذ في الوقت الحاضر ويعني به تكتل الشعب بأسره، وإن في بقاء الأحزاب إطالة لعمر الاستعمار، وكان قد نادى بالاتحاد الشعبي لا الحزبي منذ سنة ١٩٤٥، أما الوسائل فتتمثل عنده في إلغاء التنظيمات السياسية القديمة، بما في ذلك المؤسسات التي تحمل اسم (الفرنسية المسلمة) ووضع مبادى تتسع لجميع سكان الجزائر، وإخراج العناوين الدينية من الحياة السياسية، فلا قال (مسلم فرنسي) وإنما يقال (جزائري)، ودعا الشيخ إلى عقد مؤتمر عام تعلن فيه الوحدة الشعبية (٢).

ومن جهته كان الشيخ الحفناوي هالي يكتب في زاوية من البصائر عن موضوعات عديدة تحت عنوان (ندوتي)، بينما يشاركه أو يخالفه الرأي بعض المتتبعين للحركة الثقافية مثل العلاقة الأدبية بين المشرق والمغرب والإصلاح الاجتماعي.

وفي البصائر أيضا كان عبد المجيد الشافعي وعمار النجار ومحمد منيع وغيرهم يتطرقون إلى مواضيع تثير بدورها ردود أفعال بين الكتاب بل بين


(١) المنار ١٧، ٦ فبراير ١٩٥٣.
(٢) المنار ١٧، ٦ فبراير ١٩٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>