للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلمة كريم بلقاسم في العدد الخاص من المجاهد، أول نوفمبر ١٩٥٩، وهي كلمة مفيدة لأنها تلقي الضوء على طريقة التحضير للثورة من وجهة نظره. قلنا إن البيان كتب بالفرنسية ومر على بعض المناضلين ليعطوا فيه الرأي بالتنقيح والتعديل، ثم أعطي إلى من صاغه صياغة مقروءة صحفيا وأدبيا ثم سحب في مكان سري في عدة من النسخ لا ندري عددها ثم وزع في داخل البلاد، أما على المستوى الخارجي فقد حمل منه محمد بوضياف نسخة بخط اليد حسب البعض (ومرقونة ومسحوبة حسب البعض الآخر)، وسافر بالنسخة إلى فرنسا فسويسرا، وكانت الخطة هي أن يواصل سفره إلى القاهرة ولكن السفر تعطل دون أن نعرف التفاصيل؟ ومع ذلك وصلت النسخة إلى القاهرة دون أن نعرف التفاصيل أيضا، فترجم البيان إلى العربية وأذيع في الوقت المناسب من إذاعة صوت العرب، أي عند التأكد من وقوع الأحداث في الجزائر، ثم نشرته الصحف المصرية كاملا أو مختصرا، ولا شك أن بعض النسخ من البيان قد وصلت إلى فرنسا عن طريق بوضياف، هذه رواية السيد أحمد سعيد مدير إذاعة صوت العرب عندئذ، كما رواها لي بالقاهرة، مارس ٢٠٠٤. أما محمد يزيد فيروي أن فريقا آخر (غير مصالح صوت العرب) قام بترجمة البيان إلى العربية في القاهرة دون أن يخبرنا محمد يزيد عن كيف وصلت نسخة من البيان بالفرنسية، وهذا الفريق يتكون من بعض الساسة التونسيين والمراكشيين الذين كانوا في القاهرة، وهم الرشيد إدريس (كتب خطأ: الرئيس) و (الحبيب؟) بولعراس وإبراهيم طوبال (وكلهم من تونس)، وعبد الكريم غلاب وعبد المجيد بن جلون وابن امليح (وكلهم من مراكش)، قال يزيد ذلك أثناء حديثه عن وفود المغرب العربي في القاهرة عشية الثورة أو غداة اندلاعها، فقال عن محمد خيضر إنه قد وصل حديثا إلى القاهرة وأن الشاذلي المكي قد تكتل مع الشيخ الإبراهيمي بشأن تمثيل الجزائر، وأشاد يزيد بالاعتراف الذي حصل عليه ممثلو الجبهة من حزب الاستقلال المراكشي وحزب الدستور التونسي كممثلين للجزائر الثائرة ولم يعترفوا بالآخرين (يعني الشاذلي المكي والشيخ

<<  <  ج: ص:  >  >>