للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والشباب، واتحاد التجار. أما الحزب الشيوعي فقد أبى قادته أن يحلوا حزبهم بأيديهم وينضموا فرادى إلى جبهة التحرير، لذلك كونوا فرقة أطلقوا عليها (مكافحو الحرية) انحصرت مساحة نشاطها في منطقة واحدة تقريبا هي الشلف وفي بعض المدن كالعاصمة، وكان مناضلو هذا الحزب يجمعون بين العرب والفرنسيين باعتبار الحزب كان مفتوحا لعضوية الطائفتين، ومهما كان الأمر فإن الشيوعيين لم يحضروا مؤتمر الصومام، وقد دام هذا الوضع بضعة أشهر أخرى ثم انضم الجنود العرب (الجزائريون) إلى صفوف جيش التحرير بينما ظل القادة على موقفهم يحاولون مفاوضة جبهة التحرير لعلهم ينالون، عند المفاوضة مع فرنسا، قطعة من الكعكة، ويجب أن نتذكر هنا بأن كاتب جلسات المؤتمر هو عمار أوزقان أحد أقطاب الحزب الشيوعي السابقين، والكاتب العام له، فلا غرابة عندئذ أن يصطبغ محضر المؤتمر باللون اليساري والعلماني، وهو الأمر الذي اعتبره بعض قادة الثورة الأوائل (انحرافا) خطيرا عن روح بيان أول نوفمبر وروح الانتماء الحضاري للجزائر (١).

فكيف عالج مؤتمر الصومام المسألة الثقافية بعد أن أصبحت صفوف الثورة متراصة بهذه العينات من الكهول والشباب؟ وهل اختلفت نظرته ومرجعيته عن نظرة ومرجعية بيان أول نوفمبر؟ الواقع أن المؤتمر عالج موضوعات ثقافية هامة ولكن كيف عالجها؟ لقد تحدث عن مقومات الأمة من تاريخ ولغة واحدة ودين وعادات، وتحدث عن انتماء الشعب الجزائري الحضاري، وعن فيدرالية المغرب العربي (وليس شمال إفريقيا خلافا لبيان أول نوفمبر)، وركز على الدعم العربي (وليس الإسلامي) للثورة الجزائرية مؤكدا


(١) ترجمنا فصلا من كتاب مايكل كلارك، الجزائر المضطربة، الجزائر، يوليو ٢٠٠٥، وقد ظهر كتاب كلارك سنة ١٩٦١، وتحدث في الفصل الذي ترجمناه عن العلاقة بين جبهة التحرير والشيوعيين.

<<  <  ج: ص:  >  >>