للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والإعلامية قبل قيام الثورة المصرية والتصادم مع قادتها (١).

ولذلك رأى الكاتب أنه لا بد من تحديد (الأهداف من التربية والتعليم)، فالشعب الجزائري لم يتوقف عن العطاء الحضاري إلا منذ الابتلاء بالاستعمار، فلم يظهر أي عبقري فيها خلال هذا العهد، ويجب في نظره أن تستوحى الأهداف التربوية من (تعاليم الإسلام وأن تستند إلى تقاليد الوطن التاريخية وتلائم المناهج السياسية لشعب عربي مسلم وأن تساعد على تحقيق أمانيه القومية من وحدة عربية شاملة خالصة لا تشوبها شائبة الامتزاج والاختلاط بالمبادى الاستعمارية) (٢).

ذلك هو ما يتصل بالدين في المنظومة التربوية، ولا يكاد يختلفط تعليم التاريخ عن تعليم الدين، ونحن وإن كنا سنرجع إلى معالجة التاريخ في مناسبة أخرى فإننا ننقل هنا رأيا جاء في مرحلة سابقة للثورة ويعتبر ممهدا لانفجار الشعور الوطني المعتز بالتاريخ، فما الهدف من تعليم التاريخ للنشء الصاعد؟ إنه إعداد المواطن الصالح وتكوين الشخصية الاجتماعية ومساعدة التلميذ على اكتساب الثقة بنفسه وتكوين الذوق والحس التاريخي المشترك، ذلك أن للتاريخ أثرا كبيرا في تكوين البطولة لدى الفرد وغرس روح التضحية من أجل الوطن. ومن الخطأ أن يعلم المعلم التاريخ للتلاميذ لذاته أي بصفته أحداثا جرت وانتهت ثم يحشو بها عقل التلميذ، بل يجب على المعلم أن يقنع الطالب بأن (الوطن الجزائري مثلا ملك للأمة الجزائرية وممتد في أقدم العصور ... وأنه جزء من الوطن العربي الأكبر الممتد من الخليج الفارسي شرقا إلى بوغاز جبل طارق غربا)، إن على المعلم أن يكون هدفه من تعليم التاريخ هو إثارة حب التعاون في المتعلم من أجل (الدفإع عن الإرث العظيم) وأن نذكره بالحروب التي خاضها أجداده دفاعا عن الوطن، والتنويه له بالدعائم التي يقوم عليها


(١) المنار ١٤، ١٩ جانفي ١٩٥٢.
(٢) المنار ١٣، ٤ ينار ١٩٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>