الكريم عباس، إضافة إلى علي شكيري ورفاقه الذين قضى عليهم (النظام) بدعوى عصيان أوامر لجنة التنسيق والتنفيذ.
يروي أحمد توفيق المدني وزير الثقافة في الحكومة المؤقتة أنه دخل مرة في مشادة كلامية مع عبد الحفيظ بوصوف وزير المواصلات حول الطلبة في جلسة للحكومة المؤقتة عام ١٩٥٩، فمن رأي بوصوف أن المدني يحمي الطلبة الفارين من المعركة ويوفر لهم المنح الدراسية، وقد نعتهم بالمتوارين أو المتسترين، ويبدو أن بوصوف قد وجد دعما من زميليه ابن طوبال وزير الداخلية وكريم بلقاسم نائب الرئيس، أما بقية الوزراء فلم نعرف انطباعهم حول هذا الموضوع.
كان رد المدني أن الطلبة في المشرق كانوا موجودين قبل الثورة، وأنهم كانوا من أنصار الثورة بعد قيامها فتطوعوا لها وأصبحوا من دعاتها، ولكن القيادة طلبت منهم مواصلة الدراسة لأنهم كالجنود في ميدان الجهاد ولأنهم - حسب قوله - أعمدة المستقبل، ذلك أن لجنة التنسيق والتنفيذ (قيادة الثورة قبل الحكومة المؤقتة) أصدرت تعليمة في سبتمبر ١٩٥٧ تأمر بتهيئة الظروف لمواصلة الطلبة دراستهم في الجامعات العربية والغربية، أي الطلبة الذين لم يجندوا وأصبحوا بعد الإضراب بدون أمكنة للدراسة.
وكان بوصوف نفسه عضوا في الحكومة التي أقرت ميزانية الطلبة والمنح المخصصة لهم وأعدت لهم برنامج الالتحاق بالجامعات، كما رد المدني بأن عميروش نفسه قد أنشأ في تونس مدرسة خاصة بطلبة الولاية الثالثة ذات نظام داخلي وأنفق عليها مالا جزيلا وأرسل إليها مائتي (٢٠٠) طالب، وأضاف المدني أن العقيد أوعمران قد طلب تطوع خمسة عشر طالبا من طلبة القاهرة لفرقة فزان فتطوع منهم أكثر من العدد المطلوب حتى اضطر إلى إجراء القرعة بينهم (١).