للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على المنحة الأولى وأكملتها في الصفحات الداخلية (١)

وفي هذا النص عدد من العبارات الرمزية للتضخيم والتهويل ولكنها لم تصل إلى تسمية ما حدث (ثورة)، أو حتى (تمرد)، بل تفادت البصائر العبارات المباشرة ولجأت إلى عبارات التلميح مثل (الليلة الليلاء) بدل الخطب الجلل أو الحدث العظيم، و (العدد العظيم من الحوادث المزعجة) بدل العدد الكبير والحوادث المثيرة، وتحتمل كلمة (المزعجة) عدة معان، من بينها الخطرة، ثم ذكرت زمان ومكان الحوادث، فالخبر في نظرنا غير محايد رغم أن البعض قد فهمه كذلك، والجريدة لم تكتب الافتتاحية إلا ربما في اليوم الثالث للثورة.

وقد اعتادت البصائر أن تنقل لقرائها أخبار الثورة في أسبوع سواء عن المعارك التي جرت أو عن الأشخاص الذين اعتقلوا أو التصريحات السياسية من الجزائريين والفرنسيين حول الثورة، وقد استمرت لهجتها في تصاعد وحدة إلى أن أعلنت صراحة أنها تدعم الثورة بنشرها بيان المجلس الإداري لجمعية العلماء، ومن بين الحوادث التي كتبت عنها بلهجة حادة: اعتقال الشاعر محمد العيد آل خليفة واعتقال رابح بيطاط أحد قادة الثورة، ومساعده ياسف سعدي، واغتيال الطبيب ابن زرجب، وغيرهم (٢).

المعروف أن الفرنسيين كانوا قد خصصوا سجونا معينة لكل فئة اجتماعية، وفي كتاب (أحداث ومواقف) لمحمد صالح بن عتيق و (ذكريات المعتقلين)


(١) البصائر، ٢٩٢، وربيع الأول، ١٣٧٤، و ٥ نوفمبر ١٩٥٤.
(٢) عن بيطاط أوردت في عدد أول أبريل، ١٩٥٥ نبأ اعتقاله ومثوله أمام المحكمة والتهمة الموجهة إليه، وهي كونه مسؤول منطقة ويحمل السلاح، وله واسطة تربطه بكريم بلقاسم، كما أوردت خبر القبض على ياسف سعدي الذي كان البحث جاريا عنه منذ ١٩٥٠، وقد أطالت النقل عن سعدي من الصحف الفرنسية وجاءت بأخبار عنه لا تكاد تصدق، ومن جهة أخرى أشارت البصائر إلى مثول مولاي مرباح أمام المحكمة لأنه وجه رسالة إلى وزير الداخلية ميتران ونشرها في جريدة صوت الشعب والجزائر الحرة، وقد حوكم معه غيابيا أحمد مزغنة وعيسى عبدلي، للتفصيل انظر البصائر ٣ يوليو ١٩٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>