وفيهم الأديب والشاعر والخطب والواعظ ... كان ذلك سنوات ١٩٥٦ - ١٩٥٩، وقد ذكر الشيخ ابن عتيق أن هناك شخصيات أخرى سياسية وعلمية مثل: د. رابح كربوس، د. أحمد عروة، د. ابن خليل، د. بوعياد، ود. جناس، ود. ابن عربية، ود. ماطي (أو معطي؟)، ود. بلوزادا، والسيد محمود زرطال، والمحامي ابن تومي، والسيد بن ملحة، وأحمد خطاب، وعلاوة السعيد، ومحمد بن تفنة، وعبد القادر عابد، وعلي يحياوي، وسعيد ماموش والعربي رولة، إلى جانب هؤلاء كان هناك مجموعة من طلبة الزوايا قال إنهم كانوا تحت التعذيب يصرخون وهم يعذبون بالماء والكهرباء وقطع الأظافر، فكان صراخهم (تصطك منه الأبدان)، وقد فكروا في الهروب عبر قناة، وكانوا على اتصال بالمجاهدين.
وأمام هذه المحن كان الشيوخ وغيرهم يعقدون مجالس يروحون بها عن أنفسهم وعن المعتقلين عموما، وذلك بالقصص والنوادر لكي يخففوا بها من تصرفات الحراس الأجلاف ومزعجات الإدارة (١).
وكلما تقدم قطار الثورة اشتدت السلطات الفرنسية في القمع واستعمال وسائل التعذيب للحصول على الأخبار، وسرعان ما بدأت تتكشف الفظائع التي كان يستعملها رجال متخصصون في التعذيب الذي طبق على الطلبة والقادة والشيوخ والشباب المثقف والمواطنين العاديين، بل حتى على النساء والأطفال، وقد صودرت عدة كتب تنعى على (زبانية) الإدارة استعمالهم الوسائل المحرمة، ولكن الضمير العالمي ومنظمات حقوق الإنسان عندئذ كانت في غيبوبة ... وكأن ما كان يمارس في الجزائر لا يجري على الأرض بل في كوكب آخر، وكانت الأخبار التي لا تكاد تصدق تتسرب من بعض أفراد الجيش الفرنسي الهاربين أو المسرحين، ومنهم أفراد فروا من فرقة اللفيف الأجنبي، وكذلك من بعض الجزائريين الناجين، ومن الذين استيقظت ضمائرهم من رجال