فيما يخص هنري أليغ صاحب كتاب الاستجواب المذكور نشير إلى أنه كان عضوا في الحزب الشيوعي الجزائري ومديرا لجريدة (الجزائر الجمهورية) بين ١٩٥٠ - ١٩٥٥، وهي الجريدة التي منعت من الصدور في سبتمبر من هذه السنة، وفي سنة نوفمبر ١٩٥٦ دخل أليغ في السرية هروبا من الاعتقال لكن قبض عليه في ١٢ يونيو ١٩٥٧ واحتجز في الأبيار مدة شهر، وخلال هذه المدة تعرض لما وصفه في كتابه الاستجواب، وأنهى الكتاب في اللحظة التي كان سينقل فيها إلى معتقل (لودي)، ومن هناك سرب أليغ إلى فرنسا نص الشكوى التي سجلها في آخر يوليو بين يدي المدعي العام بالجزائر وهي الشكوى التي استنكر فيها التعذيب الذي كان هو من ضحاياه، وقد أحدثت الشكوى هزة عنيفة في الأوساط الفرنسية والعالمية، ومنذ ذلك التاريخ راحت الإشاعات تتحدث عن اختفاء أو خطف أو موت هنري أليغ، ثم ظهر في شهر أغسطس وقدم أمام القاضي، فحكم عليه بالسجن المدني بالجزائر.
وقد فتحت محاكمته المجال أمام الآخرين ليقدموا أيضا شكاواهم للمحكمة، ويقول إنه فعل ما فعل دفاعا عن فرسا لأن اللجوء إلى التعذيب يضر بسمعتها، وقد ذكر من الأشخاص الذين (اختفوا) الشيخ العربي التبسي، والدكتور الشريف الزهار وموريس أودان الذي اعتقل وعذب مثله (١).
في مذكرات محمد الصالح بن عتيق حديث عن (الشيوخ) الذين التقوا في سجن واحد أحيانا وهم: عبد القادر الياجوري، وعلي بن سعد، والسعيد صالحي، ومحمد الشبوكي، وأحمد سحنون، والبجيلالي الفارسي، وحمزة بوكوشة، ومصباح الحويذق، وجميعهم أعضاء بارزون في جمعية العلماء.
(١) ظهرت الطبعة الأولى من الاستجواب عند مينوي في باريس مع مقدمة لجون بول سارتر، ١٩٥٨، أما الطبعة الثانية فظهرت عند رحمة في الجزائر ١٩٩٢، أنظر المقدمة وص ١٥.