زملائه، فكان هناك نظام تعاوني تعليمي حميم، تزيده المحنة المشتركة والآمال الواحدة تلاحما ورضا، كما أننا ذكرنا هذا العدد من السجون لنشير إلي أن عامة الناس كانوا يؤخذون إلى المحتشدات الجماعية وليس إلى هذه السجون المنظمة والمصنفة، وأخيرا نذكر أن الحياة في السجن هي إحدى خطوات العقاب والتعذيب النفسي والبدني.
أما أنوع التعذيب الحقيقي فقد روتها الكتب والشهادات وعاشها الرجال والنساء من أجل استنطاق سجين أو متهم بالانتماء للثورة أو بتقديم المساعدة لها أو أسير أثناء معركة ... وقد صدرت أيضا كتب وشهادات تستنكر ما ارتكبته الفرق المتخصصة في الجيش والمخابرات والقوات الخاصة من فظائع في حق المعتقلين، وقد فصل البعض ألوان العذاب الذي صب عليهم أثناء الاستنطاق، وهذه الأنواع هي:
التعذيب بالكهرباء - تشريب الماء - دفن الأحياء - الإجلاس على القناني - تحريش الكلاب الضارية - نزع الأظافر وقلع الأسنان - إطلاق النار وإشهار السلاح - التعليق منكسا - الجلد والركل والضرب بمؤخرات البنادق - الموت البطيء - الإعدام (١).
ومن الكتب التي صدرت في هذا المجال كتاب عنوانه (ضد التعذيب) لهنري سيمون الذي ترجم إلى العربية، وكتاب جول روا (حرب الجزائر) وقد ترجم أيضا إلى العربية وصدر سنة ١٩٦١، وكتاب هنري أليغ (الاستجواب) الذي وصف فيه التعذيب كما عاناه شخصيا من جنود المظلات سنة ١٩٥٨، إضافة إلى قصة موريس أودان الشهيرة، وقد أسهم جان بول سارتر في الموضوع بعارنا في الجزائر، والجلادون (وكلاهما سنة ١٩٥٨) وسارجان شرايبر (ليطنان في الجزائر) الصادر سنة ١٩٥٧، وكل هذه الكتب وجدت طريقها إلى
(١) أبو القاسم كرو، كتاب البعث: صوت الجزائر، ط، ٢، مارس، ١٩٥٨، تونس ص ٨٩ - ٩٨.