(الميثيولوجيا)، وأصبحت روايته أكثر نضجا، فإلى جانب الإلياذة نجد عنده عالم كافكا الجهنمي.
كان ديب كاتبا إنسانيا يتشرف مستقبل الكائن البشري ويشعر بما هو أبعد من الحدود والحواجز، وله أعمال كثيرة وصلت إلى أربعة وعشرين عنوانا بين رواية وقصة وشعر، ومن أعماله المؤلفة بين ١٩٥٢ - ١٩٦٢ الثلاثية المذكورة، وفي المقهى، والظل الحارس (شعر)، وض يتذكر البحر، وبابا فكران (رواية).
بالقياس إلى زملائه حظي محمد ديب بدراسات تحليلية أكثر وأعمق، فقد ترجمت له جريدة (المجاهد) بعض قصصه ونشرتها في وقت مبكر، واهتم به النقاد الفرنسيون والنقاد العرب على السواء، ففي مقالة كتبها أبو سيف يوسف نشرها في جريدة (المساء) المصرية نقرأ العنوان التالي: (محمد ديب كاتب الجزائر المؤمن بشعبه)، جاء فيها: هناك أدب جزائري فرنسي، وهناك أدب جزائري بالفرنسية، وهو يعني بالتعبير الأول الأدب الذي كتبه مستوطنون فرنسيون في الجزائر، ويعني بالتعبير الثاني موضوع حديثنا وهو الأدب الجزائري المكتوب بالفرنسية، أما الأدب الجزائري العربي أو المكتوب بالعربية فهو غائب في هذه المعادلة.
يقول الكاتب أبو سيف إن الأدب الجزائري بالفرنسية كتبه مسلمون، وهذا هو وجه الدهشة عنده، وهو يمثل أدبا جديدا ويتحدث بصوت قوي وناصع، صوت الحق والبلاد، وهو أدب يبحث عن حلول لمشكلات الشعب، في هذا الجو كتب مولود معمري رواية (التل المنسي) أو (الربوة المنسية) وكتب مولود فرعون رواية (الأرض والدم)، وكتب محمد ديب جزئين من ثلاثيته (الجزائر) وهما البيت الكبير والحريق، إن كتابات هؤلاء ليست صفحات من الدعاية السياسية بل هي أعمال فنية ممتازة يستغرقها شعور وطني (دافق) ورغم الفروق بين الأدباء الثلاثة (لاحظ أنه لم يشر إلى كاتب ياسين) فإن محمد ديب يقف على رأس هؤلاء لأنه يمثل الاتجاه الأدبي الجديد (لتفاؤله العميق بمستقبل