للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مغامرات محمد ديب نفسه، كما تمثل الرواية الطبقة العاملة، ورواية الاحتجاج لباسوس وشتاينبك.

أما (الحريق) فقد ظهرت سنة ١٩٥٤، وفيها نقل محمد ديب فتاه إلى عالم الريف ليكون شاهدا على حالة الفقر لدى الفلاحين أيضا، إن عمر قد شهد في نهاية المطاف بداية الحريق (الثورة) الذي عم البلاد كلها، فالنار قد بدأت ولن تتوقف أبدا، أما (المنسج) فقد ظهرت سنة ١٩٥٧، وفيها رجع ديب إلى المدينة، وقد أصبح عمر شابا وبدأ يشتغل في نسيج الزرابي، ولكن الحريق انتشر إلى المدينة حيث نزح إليها الفلاحون وهم جائعون عراة، وفي نهاية الثلاثية أصبح عمر رجلا واقفا متمردا يرمز إلى الإنسان الجزائري الجديد، وقد تعلم عمر المعنى الحقيقي للاحترام الإنساني، وقرر ألا يستريح حتى يحقق لنفسه وللبشرية وعيا واحتراما.

لقد ركز ديب على استرجاع الشعب الجزائري حقه في الكرامة أكثر من أي شيء آخر، فهو يقول على لسان الإنسان الجديد: إن الخوف والإهانة والشرف قد أنهكت قوانا، فلم نعد نبدو كبني آدم، وهو يلوم الاستعمار عامة على هذه الحالة، لأن الاستعمار يريد أن يمتلك عمل الفلاح وكذلك ملك الفلاح نفسه، ولابد من إعادة النظر في العلاقة بين المستعمر والمستعمر، فالمسؤول المباشر ليس الأقلية الأوروبية المستوطنة فقط، ولكن الأغلبية المسلمة أيضا لسكوتها، رغم مروءتها، أي أن فرنسا كلها مسؤولة عما حدث (١).

من أعمال محمد ديب الأخرى مجموعة قصص بعنوان (في المقهى)، وقد ترجمها محمد البخاري، ضمن سلسلة كتب ثقافية (الكتاب ١٣) وتحتوي المجموعة على سبع قصص هي في المقهى، والأرض المحرمة، وابنة العم. الصغيرة، وليلة عرس، والصاحب، والانتظار، والوريث السعيد، وسنعود إليها


(١) بحث جورج جوايو مترجم ومنشور في كتابنا: دراسات في الأدب الجزائري الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>