للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحاضرة والإقدام على بناء نظام حر جديد إلا بالتفاهم الصريح مع سائر الممثلن الحقيقيين للشعب الجزائري الذين أظهرهم الكفاح.

وقد وقع على هذا البلاغ القوي الشيخ العربي التبسي النائب الأول لرئيس جمعية العلماء (الغائب في القاهرة)، كما وقعه أحمد توفيق المدني (كاتب عام الجمعية)، والغالب أن صياغة البلاغ كانت بقلم الأستاذ المدني (١).

ويبدو أن السلطة الفرنسية لم تستطع صبرا على لهجة هذا البلاغ فبادرت بحجز العدد التالي من البصائر وافتكته من الباعة فلم يصل إلى قراء الجريدة في عدد من جهات البلاد، ولكن الجريدة صمدت ووعدت بقول الحقيقة مهما كلفها ذلك من عنت (٢).

أما آخر عدد صدر من البصائر فهو بتاريخ السادس من أبريل سنة ١٩٥٦. وهو العدد ٣٦١ الذي تضمن افتتاحية تحدثت عن دخولها السنة التاسعة، ومما جاء فيها: (والبصائر في سنتها هذه التاسعة تدخل في مرحلة جديدة من مراحل النضال .. سائرة إلى الأمام في خوض هذه المعركة الحاسمة التي يخوضها الشعب الجزائري المكافح لكسر قيوده وأغلاله واسترداد حريته واستقلاله، ولن تحيد البصائر عن طريقها ولن ترجع قيد شعرة عما عاهدت الله عليه حتى تفوز بإحدى الحسنيين، حسنى السيادة أو حسنى الشهادة)، فهذه لهجة من أشهر السلاح في وجه الاستعمار وعزم علي اللاعودة بدون رأس عدوه، ومن الصدف أن آخر قصيدة نشرتها لي البصائر كانت في هذا العدد الأخير (٣٦١) وهي قصيدة (الطين)، ومهما كان الأمر فإنه بعد توقف البصائر تفرقت هيئة تحريرها إما باللجوء إلى الخارج وإما بالاعتقال في الداخل، وانصهر الجميع في بوتقة الثورة تحت راية جبهة التحرير الوطني.


(١) البصائر، ١٣ يناير، ١٩٥٦.
(٢) البصائر ٢٧ يناير، ١٩٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>