للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(المقاومة الجزائرية) التي كانت تصدر في تطوان المغربية أن المجاهد قد صدر منها العدد الأول، وعلى هذا يكون العدد الأول من المجاهد قد صدر في يونيو أو يوليو من نفس السنة، وهي المدة التي بدأ فيها التحضير لمؤتمر الصومام، ولكن مصادر أخرى تقول إن (المجاهد) لم تظهر إلا بعد مؤتمر الصومام، وهو المؤتمر الذي قرر إنشاءها وتوقيف (المقاومة الجزائرية).

ومهما كان الأمر فقد مرت المجاهد بثلاث مراحل، في المرحلة الأولى صدر منها ستة أعداد بالعاصمة حيث كانت تطبع على الرونيو في شكل كراسة أو منشور بإشراف لجنة التنسيق والتنفيذ، وكانت تفتقر إلى مقر ثابت وهو مما صعب الحصول على مادتها وتوزيعها.

وفي المرحلة الثانية طبعت المجاهد في تطوان المغربية بإشراف لجنة التنسيق والتنفيذ أيضا، أي بعد خروج اللجنة من العاصمة نتيجة إضراب فبراير ١٩٥٧، ويرى البعض أنه في صيف هذه السنة فقط اتخذ القرار بوقف المقاومة الجزائرية والاكتفاء بالمجاهد التي أصبحت هي اللسان المركزي لجبهة التحرير الوطني، كانت المجاهد تطبع حوالي ٥٠٠٠ نسخة في مطبعة إسبانية في شكل جريدة هذه المرة وعلى ورق شفاف، كما كانت تطبع كمية أخرى لتوزيعها في الخارج، وبهذه الطريقة ظهر منها ثلاثة أعداد هي الثامن والتاسع والعاشر، أما السابع فيبدو أنه طبع أثناء إضراب فبراير المشار إليه ولكنه لم يوزع بطريقة عادية، ثم قررت لجنة التنسيق والتنفيذ الانتقال بالمجاهد من تطوان إلى تونس حيث يتوفر الإعلام الأجنبي ووسائل الطباعة الحديثة، كما أن اللجنة نفسها قد اتخذت من تونس مقرا دائما لها، وبذلك تبدأ المرحلة الثالثة من جريدة المجاهد، وهي الأطول والأكثر استقرارا، وهي تبدأ من نوفمبر ١٩٥٧ إلى الاستقلال ١٩٦٢ (١).


(١) يروي محمد الميلي أنه هو وبعض زملائه جاؤوا إلى العاصمة لإصدار المجاهد في شهر أفريل ١٩٦٢، أنظر سابقا.

<<  <  ج: ص:  >  >>