للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخلال هذه المرحلة صدرت المجاهد في طبعتين تونسية ومغربية (تطوان ثم الرباط)، وكانت طبعة تونس هي الأصلية، أما المغربية فقد كانت مصورة على التونسية، وفي تونس أصبح للمجاهد مكانة صحفية وإعلامية مرموقة في الأوساط السياسية سواء منها الداخلية أو الخارجية، ومن حيث المبدأ كانت تصدر نصف شهرية غير أنها لم تكن منتظمة، وكانت تصدر في طبعتين فرنسية وعربية، وإذا كان الخط العام واحدا في الطبعتين فإن المحتوى لم يكن دائما طبق الأصل لاختلاف الجمهور في الحالتين، وكان المسؤول على الطبعتين هو رضا مالك، بينما كان محمد الميلي ومنور مروش مسؤولين على النسخة العربية، وفرانز فانون مسؤولا على النسخة الفرنسية (١).

أشرنا إلى أن الإعلام أثناء الثورة بدأ في أغلبه كرد فعل على الإعلام المضاد الفرنسي الذي قاده المعمرون في عاصمة الجزائر وفي غيرها، فقد نشطت الصحف الاستعمارية والإذاعة الفرنسية ضد الثورة باتهامها بالشيوعية أحيانا والفاشية أحيانا أخرى، ووصف رجالها بقطاع طرق همهم السلب والنهب والعدوان، وقد تورطت بعض الصحف الأهلية وحتى بعض الزوايا فدعت إلى المؤاخاة والحوار لحقن الدماء، وأمام ذلك كان على جبهة التحرير أن تتحرك ضد هذه الهجمة التي تهدف إلى النيل من الثورة نفسها.

فباسم الدعوة إلى التفاهم أصدر عمار أوزقان في ١٨ يوليو ١٩٥٥ جريدة باسم (الجزائر أولا) دعا فيها إلى الحوار وحقن الدماء، غير أنه لم يظهر من هذه الجريدة سوى عددين، ومما يذكر هنا أن عمار أوزقان المولود في العاصمة سنة ١٩١٠ كان كاتبا عاما للفرع الجزائري للحزب الشيوعي الفرنسي سنة ١٩٣٤، كما كان عضوا في اللجنة المركزية لهذا الحزب سنة ١٩٣٦)، وكان قد تحصل على الشهادة الأهلية ثم بدأ يحفظ القرآن الكريم، ومنذ كان عمره ١٣ بدأ يعمل


(١) زهير إيحدادن (الإعلام الجزائري أثناء الثورة التحريرية)، في مجلة حوليات جامعة الجزائر، عدد ٥، ١٩٩٠ - ١٩٩١، ص ٨٧ - ٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>