للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانت رابطة المغرب العربي في دمشق تذيع من وقت إلى آخر برنامجا عن قضايا المغرب العربي من إذاعة دمشق، وفي سنة ١٩٥٨ أيضا، والوحدة بين مصر وسورية قائمة، جرى اتصال بين مكتب جبهة التحرير وإذاعة دمشق من أجل تخصيص حصة عن الثورة الجزائرية فيها، ويخبرنا محمد مهري أنه اتصل بالشيخ محمد الغسيري ممثل الجبهة وحصل منه على رسالة بهذا المعنى إلى مدير الإذاعة بينما تولى المكتب الجبهة الاتصال بوزارة الإعلام السورية، ونتيجة هذا الاتصال وافق السوريون على فتح ركن في الإذاعة بعنوان (صوت الجزائر من دمشق)، وقد تجند له عدد من الطلبة فكونوا منهم مكتبا إعلاميا داخل مكتب جبهة التحرير، يتألف من الهاشمي قدوري ومحمد بوعروج وأبو القاسم خمار، والمنور الصم، وبوعبد الله غلام الله، وكان هذا المكتب هو الذي يشرف على حصة صوت الجزائر في دمشق، وهي حصة تدوم حوالي نصف ساعة يوميا من حوالي الساعة السادسة والنصف مساء، وكان برنامجها يشمل الأخبار والتعاليق وتزيد الرأي العام العربي بأخبار الثورة، وكانت لهم كامل الحرية والاستقلالية فيما يذيعون، وكانوا يعتمدون في مصادر الخبر على جرائد ومنشورات جبهة التحرير والقراءة فيما ينشره الإعلام العربي، لكن صوت الجزائر من دمشق توقف بعد انفصال سورية عن مصر (١).

أما صوت الجزائر من بغداد فقد تولاه أولا أحمد بودة ثم محمد الربعي. وعلى الرياحي، وحامد روابحية، وكذلك صوت الجزائر من الكويت فقد كان يشرف عليه عثمان سعدي، ثم صوت الجزائر من عمان الذي كان بإشراف عبد الرحمن العقون، وصوت الجزائر من جدة بإشراف عبد الرحمن زلاقي (٢).


(١) محمد مهري، ومضات من دروب الحياة، الجزائر، ٢٠٠٥، ص ٨١.
(٢) بعض هذه المعلومات أخذناها من عمل جمعه وقدم له عبد القادر نور الذي عايش تطورات إذاعة الجزائر أثناء الثورة وعمل في برامجها من القاهرة وعرف عددا ممن ساهموا فيها، ثم تولى إدارة الإذاعة الوطنية الأولى بعد الاستقلال لفترة طويلة، والعمل المشار إليه يقع في خمس وعشرين صفحة، وعنوانه: الإعلام عبر الأثير في ثورة =

<<  <  ج: ص:  >  >>