ترسانة الحلف الأطلسي، كما أن فرنسا قد تفرغت للجزائر بكل إمكاناتها بعد أن فاوضت تونس والمغرب على استقلالهما.
ورغم أن الكثير من بعوثي الجبهة كانوا يحسنون الفرنسية وبعض اللغات الأجنبية الأخرى فإن مسألة اللغة ظلت عائقا للاتصال الناجح مع الشعوب والحكومات في العالم، كما كان بعض القادة الجزائريين لا يحسنون التخاطب بالعربية مع إخوانهم في البلاد العربية حيث كان مركز الثقل للإعلام الجزائري، فكان على هذا الإعلام أن يحسن مخاطبة المعسكرين الغربي والشرقي لكيلا يخسر أحدهما، ومن جهة أخرى كان وجود الإعلام الجزائري في بلدان ذات سيادة يسبب لها حرجا أحيانا لأن خط الحرية المتاح قد لا يكون كافيا لأداء مهمة إعلامية ناجحة، وقد عمد الفرنسيون إلى أسلوب المناورة والمبادأة في محاصرة الجبهة إعلاميا بإطلاق شعارات براقة مثل: سلام الشجعان، والاستعداد لوقف القتال، والاعتراف بالشخصية الجزائرية دون الاستقلال .. وأخيرا نذكر أن إعلام الثورة كان يفتقر، ولاسيما في بادى الأمر، للاحترافية والتقتيات والخبرة، فهو إعلام قام به مناضلون استطاعوا أن يكشفوا للعالم عن واقع الدمار الذي خلفه العدو وراءه والمعاملة اللاإنسانية التي عامل بها الجيش الفرنسي الشعب في المحتشدات والسجون وأثناء التهجير.
لكن بعض الباحثين رأى أن الإعلام الجزائري قد حقق مع ذلك نجاحا لتوفر عدة أبعاد: الأول قوة الكفاح المسلح، والثاني العمل السياسي والدبلوماسي الحكيم، والثالث الإعلام المثابر بالشكل الذي وصفناه، ومن جهة أخرى كان الإعلام معتمدا على أعمال ميدانية يستطيع أي كان أن يشاهدها ويعرف عنها وليست أمرا مغيبا أو أدعاء أجوف، ثم إن الوضع الدولي كان مواتيا إلى حد كبير لطرح الإعلام الجزائري أمام الرأي العام العربي والعالمي، ففرنسا كانت في حالة جزر بعد هزيمة فيتنام والسيطرة الأمريكية على أوروبا واستقلال عدد من شعوب آسيا وإفريقيا وقوة الدفع العربي بقيادة مصر، فهذه العوامل وغيرها قد ساعدت الإعلام الجزائري على أن يشق طريقه