فهم الجميع أن دخول الجزائر المسرح الدولي أصبح قاب قوسين أو أدنى.
ومن جهة أخرى فإن الاتحاد قد استطاع أن يجمع الطلبة الجزائريين في فروع تابعة له بلغت عندئذ عشرين فرعا وهي الفروع التي حضرت جميعا من أوروبا وأمريكا والمشرق العربي والمغرب العربي، وهكذا فلأول مرة يجتمع الطلبة الجزائريون - مهما تعددت اختصاصاتهم واللغات التي يدرسون بها والبلدان التي يقيمون فيها - اجتمعوا على صعيد واحد يتداولون في مصير بلادهم ويعدون العدة للجهد المشترك في بناء وطنهم الموحد، ومن حسن حظي أنني كنت حاضرا هذا المؤتمر ممثلا - مع آخرين - لطلبة فرع القاهرة، فكانت المشاركة فيه صفحة جديدة في حياتي النضالية، ولا شك أن الطلبة الآخرين قد شعروا بمثل ما شعرت.
على هذه الخلفية نريد أن نبرز أهمية المؤتمر الرابع للاتحاد، فقد انعقد على أرض عربية، بحضور كافة الفروع والوفود الأجنبية التي وجهت إليها الدعوة وعددها حوالي ١٢٠ منظمة طلابية وشبابية.
أما القضايا التي طرحت على المؤتمر الرابع فهي قضايا تمس جوهر المستقبل الوطني، وقد ظهر قادة الاتحاد عندئذ وكأنهم قطاع كبير من الدولة الناشئة، وكانت القضايا المثارة هي: ١ - الثورة والتحرر الإفريقي، ٢ - العلاقات مع الحركات الطلابية العالمية والوطنية، ما الموقف منها وكيفية الانخراط فيها، ومن ضمنها التضامن والتعاون والوحدة بين الحركات الطلابية، ومنها اتحاد الطلبة العرب واتحادات طلاب المغرب العربي، ٣ - الوضع الثقافي والنقابي للاتحاد كالدراسة في الجزائر والخارج، والمنح، والتوجيه، وما إلى ذلك.
والمبادئ العامة التي ركز عليها المؤتمر هي: ١ - مكافحة الاستعمار. ٢ - استقلال الاتحاد بالنسبة للمنظمات الطلابية العالمية المنتمية إلى المعسكر الشرقي أو الغربي، ولاسيما الاتحاد العالمي للطلاب والندوة العالمية للطلاب.