تبلغ المكتبة ١٢٢ م طولا على ١٧ م ارتفاعا، وهي تشمل: مكتبة شمال إفريقيا التي تحتوي على كل ما يهم هذه المنطقة ويهم الإسلام، وهي مكتبة للتوثيق العام، بطريقة موسوعية، وتمثل التفكير الفرنسي في إفريقيا، كما أنها تمثل مركز الإيداع القانوني، ومكتبة الإعارة وخدمات المطالعة، وألحقت بها المكتبة الموسيقية والشريطية والأشرطة (الميكروفيلم) والنسخ والمعارض، أما الرصيد العربي فيحتوي على حوالي ٣٠٠٠ مخطوط، كما ذكرنا، وهي مخطوطات ذات قيمة عالية لندرتها وقدمها، ومنها كتاب الموطأ للإمام مالك، وصحيح البخاري في الحديث، وهناك نماذج كتبت لأبي يوسف يعقوب الموحدي، وفقه اللغة للجوهري ونسخة من القرآن الكريم مكتوبة سنة ٧٦٨ (١٣٦٧) بالفارسية، كما يوجد في المكتبة قسم للكتب الفارسية (١).
وبالإضافة إلى المخطوطات هناك الكتب المشتراة بالعربية، وهناك اشتراك في المجلات العربية والجرائد، وهكذا فإنه يمكن للمثقفين الجزائريين أن يجدوا في المكتبة الوطنية ما يتطلعون إليه حول الإسلام والفلسفة والأدب والتاريخ الإسلامي.
وهناك الرصيد الفرنسي، وهو الأكثر غنى في المكتبة، فهو يضم كتبا في التاريخ وحضارة شمال إفريقيا، ومخطوطات تتعلق بتاريخ الجزائر بعد ١٨٣٠، كما أن هناك مشتريات حديثة لمخطوطات خاصة سمحت بالحصول على معلومات ثمينة تتعلق بتاريخ الجزائر في القرنين ١٧ و ١٨، وكذلك أعمالا أخرى مثل الدفاتر والرحلات، كرحلة الأب دي فوكو.
أما المطبوعات فشملت الكتب التي ترجع إلى القرون ١٧، ١٨، ١٩ الخاصة بالأسرى المسيحيين وتاريخ الجزائر قبل ١٨٣٠، كما شملت كتبا نادرة ترجع إلى ما بعد هذا العهد، مثل مجموعة طابلو Tableau، ووضع المؤسسات الفرنسية في الجزائر من ١٨٣٨ إلى ١٨٦٨، والاكتشاف العلمي للجزائر الذي
(١) مستلة من نشرة المكتبات الفرنسية، رقم ١٠، ص ٦٩٣، ٦٩٦.