والنوادي في الأدب في الجزائر وغيرها، ثم ظهرت عدة ترجمات لروايات وقصص جزائرية من اللغة الفرنسية إلى العربية وبعض المسرحيات، مع دراسات عن هويتها وروحها ومصادرها التراثية وقيمتها الأدبية، وظهرت سير ومذكرات لكتاب آخرين سواء بالعربية أو الفرنسية، مثل حياة الشخ عبد الحميد بن باديس وآثار الشيخ الإبراهيمي ومذكرات مالك بن نبي ومذكرات محيي الدين باش تارزي التي لم تترجم حتى الآن.
وهكذا فإن مصادر النثر الأدبي تكاد تنحصر في جريدة المنار (التي توقفت عن الصدور عشية الثورة) وجريدة البصائر و (النجاح) و (المغرب العربي) التي توقفت ثلاثتها سنة ١٩٥٦، وجرائد أخرى مثل (المقاومة الجزائرية) و (المجاهد) اللتين ظهرتا غداة توقف الصحف المذكورة، وقد حاول مسعود مجاهد أن يصدر جريدة باسم (الجزائر العربية) لدعم الثورة والفكر القومي العربي، ولكن محاولته لم تنجح، حسب علمنا.
ويجب أن نذكر في هذا المجال أيضا مجلة (هنا الجزائر) التي كانت تصدرها الإذاعة الفرنسية بالجزائر، فقد كانت تستكتب عددا من الكتاب والشعراء باللغتين، وكان بعض الكتاب لا يكتفون بالكتابة في الصحف المحلية ولا ينشرون كتبهم في الجزائر بل يراسلون بإنتاجهم صحفا تونسية ومشرقية، ومن جهتنا سنتناول الكتب في فصل خاص بالمؤلفات والدراسات، أما دار الوثائق أو الأرشيف فلا تمدنا إلا بالتقارير والمراسلات الرسمية، وهي عادة جافة مكتوبة بأسلوب إداري مقتضب وبلغة فرنسية في أغلبها، ومن ثمة فهي غير داخلة في موضعنا على كل حال (١).
لم يصدر من كتب الأدب والدراسات الأدبية والدواوين إلا القليل خلال
(١) انظر عنوان الكتاب بالانجليزية عن الرواية بالعربية، السياسات واللغة والجنس في الرواية الجزائرية العربية، ديبي كوكس، سلسلة الدراسات الشمال إفريقية، مجلد ٢، المملكة المتحدة، Politics, Language, and Gender in the Algerian Arabic .٢٠٠٢ Novel, Debbie Cox.