للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبي القاسم خمار، مع نماذج من شعرهم، كما أشرنا في بحث (البطل في الأدب الجزائري) إلى أن شعر الثورة يعتبر من شعر الملاحم وأنه سيكون موضع دراسات متخصصة في عهد الاستقلال، وقد تحقق ذلك.

ومن ناحية أخرى صدرت دراسات متعددة عن الشعراء أنفسهم أو عن موضوع معين من الشعر أو في مكان محدد زمن الثورة، بما في ذلك الشعر الشعبي، وهي دراسات مفيدة في هذا المجال، وهناك أيضا ألوان من الدراسات عن شعر الثورة باللغة الفرنسية سجل بعضها الكاهن جان ديجو في كتابه (بيبليوغرافيا الجزائر).

ولعل من أواخر ما صدر عن الأدب الجزائري أثناء المقاومة والثورة كتاب عبد الملك مرتاض الذي سماه (أدب المقاومة الوطنية في الجزائر: ١٨٣٠ - ١٩٦٢)، ومن الواضح أن الكتاب ليس كله عن أدب الثورة ولا عن شعرها، ولكنه يتناول هذا الشعر في جزء منه، وهذا هو ما يهمنا الآن.

ومما تناوله مرتاض من شعر الثورة تحليل بعض النصوص لشعراء كانوا شبانا يتفجرون حماسا وغيرة على الوطن أمثال باوية وخرفي أو من المخضرمين أمثال مفدي زكرياء ومحمد العيد، وكانت دراسته لنماذجه مطولة وخاضعة لمقاييس نقدية حديثة، ومن هذه النماذج قصيدة ساعة الصفر لباوية التي حللها في الفصل الثامن من الجزء الأول، ص ٣٩٣ - ٤٢٣، كما خصص في نفس الجزء دراسة تحليلية للثورة في شعر مفدي زكرياء، ص ٤٢٦ - ٤٨٧، أما صورة الثورة في شعر الخرفي فقد تناولها على صفحات ٤٩١ - ٥١٩ من نفس الجزء أيضا، بقي أن نقول إنه خصص الصفحات ٥٢٣ - ٥٥٦ من نفس الجزء لقصيدة أبي بشير لمحمد العيد، وكل نص من هذه النصوص خصص له مرتاض فصلا بذاته (١).


(١) يقع الكتاب في مجلدين، منشورات المركز الوطني للدراسات والبحث في تاريخ الحركة الوطية، الجزائر، ٢٠٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>