هات نشئا صالحا يبنى العلا ... ويفك الضاد من أسر الأعادي
هاته جندا قريا باسلا ... إن دجى خطب يكن أول فاد
حطه بالإسلام من كل أذى ... واحمه بالخلق من كل فساد
اهده بالعلم فالعلم سنى ... ومن القرآن زوده بزاد
صغه للإسلام سيفا صارما ... ومثالا من ذكاء واجتهاد
قد إلى العلياء أشبال الحمى ... وإلى تحريرهم كن خير حاد
لا تقل شمس بني الضاد اختفت ... وطوت أيامهم سود عواد
إن ذوى النبت فإن البذر في ... باطن الأرض لينمو في ازدياد
لا تضق ذرعا ولا تهلك أسى ... أمة الضاد ستحظى بالمراد
وبنفس اللهجة المتفائلة خاطب أحمد سحنون التلميذ الذي رمز به إلى الجيل الجديد، الجيل الذي رفع راية الجهاد في النهاية وقاد الثورة، فهو يخاطب التلميذ قائلا:
لك في كل حشا نبع وداد ... يا رجاء الضاد يا ذخر البلاد
شعبك الموثق لم يبق له ... من عتاد فلتكن خير عتاد
لج الاستعمار في طغيانه ... كل يوم منه ألوان اضطهاد
لغة الضاد التي ما برحت ... لغة الإعجاز سيمت بكساد
دينك الإسلام في أوطانه ... ناله المكروه من أيدي الأعادي
وليكن حاديك تحرير الحمى ... إن تحرير الحمى للحر حاد (١).
ولم يستطع شعر عبد الكريم العقون ولا شعر الربيع بوشامة ولا شعر أبي بكر بن رحمون أن يخرج عن نموذج شعراء الإصلاح في باكورته خلال
(١) من لوحة خطية عنوانها - هدية البصائر للمدارس العربية -، في الجانب الأيمن من اللوحة قصيدة إلى المعلم، وفي الجانب الأيسر قصيدة إلى التلميذ، واللوحة تقع داخل إطار أخضر اللون برسوم وزخرفة عرية جميلة، وفي أسفلها اسم الشاعر: أحمد سحنون بخط نسخ متفنن.