للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحبوب، والديون التي كانت من بين أسباب الاحتلال الفرنسي للجزائر، ومطلع القصيدة:

أكباد من؟ هذي التي تتفطر ... ودماء من؟ هذي التي تقطر

وقلوب من؟ هذي التي أنفاسها ... فوق المذابح للسما تتعطر (١)

وفي آخر هذا العام نشرت لابن تومرت قصيدة أخرى بعنوان (أهدافنا في العالمين صريحة)، وتحتها (قصيدة للشاعر الجزائري ابن تومرت) بدايتها:

ديغول يعلم ما نريد ويفهم ... ما باله حيران لا يتكلم

فقد الصراحة أم أضاع فصاحة ... أم أن تقرير المصير توهم

وهي ليست من القصائد الطوال، أما موضوعها فواضح من البيت الثاني (٢).

كما أضافت المجاهد عنوانا فرعيا وهو (من أدب الثورة) لقصيدة أخرى (للمثاعر الثائر ابن تومرت) حسب تقرير المجاهد، وبداية هذه القصيدة القوية التي جاءت على غرار قصيدة رثاء أحمد زبانة السابقة:

نطق الرصاص فما يباح كلام ... وجرى القصاص فما يتاح ملام

وقضى الزمان فلا مرد لحكمه ... وجرى القضاء وتمت الأحكام

وسعت فرنسا للقيامة وانطوى ... يوم النشور وجفت الأقلام

وهكذا استمر الشاعر على هذا الوزن والقافية بألفاظ محكمة مستمدة من معاني القرآن وأحكام الشريعة وبأسلوب فيه تهديد ووعيد كأن صاحبه جبار مقدم على تنفيذ عقوبة صارمة ضد مجرم يستحق العقاب الأليم، فالقصيدة، كما ترى، من عيون الشعر الثوري المعاصر، ومن وحي الثورة التي كانت تتقدم بخطى ثابتة نحو هدفها رغم العراقيل وجبروت العدو (٣).


(١) المجاهد ٢٩ يونيو ١٩٥٩.
(٢) المجاهد ٥، ١٥ ديسمبر ١٩٥٩.
(٣) المجاهد أول نوفمبر ١٩٥٩، عدد خاص بذكرى الثورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>