للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دمدم الرعد وهزتنا الرياح ... حطموا الأغلال وامضوا للسلاح

وفي المراسلة قال لي باوية إنه بدأ نظم الشعر سنة ١٩٥٠ في مسقط رأسه (المغير)، وإنه مقل في قول الشعر حتى أنه لم ينظم سوى اثنتي عشرة قصيدة خلال ست سنوات، نصفها غير صالح للنشر، حسب قوله.

لباوية ديوان شعر كما قلنا، وأذكر أنه قصدني مع الأستاذ عبد الرزاق قسوم، لكتابة المقدمة لديوانه (أغنيات نضالية) فاعتذرت له لأسباب، فكان من حسن حظه أن قدمه له الدكتور محمود الربيعي الناقد المصري المعروف، وهو زميل لي وصديق عريق تخرجنا معا من كلية دار العلوم بالقاهرة، وقد تضمن ديوان باوية شعرا عموديا وشعرا حرا، ويبدو أنه توقف عن قرض الشعر كما توقفت، وتفرغ لمهنة الطب والعائلة، وكان باوية دمث الأخلاق متواضعا أديبا بالطبع إنساني المشاعر جميل الدعابة، وكان الدكتور أبو العيد دودو من أصدقائه فإذا اجتمعا فالسمر معهما يتشعب ويحلو.

حلل عبد الملك مرتاض قصيدة (ساعة الصفر) لباوية تحليلا لغويا وجماليا ونفسيا، وأبدى إعجابه بالقصيدة لأنها في نظره موفقة كل التوفيق في وصف انفجار الثورة التحريرية حتى كأن صاحبها كان شاهد عيان لما حدث وكان متفاعلا معها ومنفعلا بها رغم أنه كتبها بعد مرور أربع سنوات عليها، لقد خصص لها مرتاض الفصل الثامن كله من الجزء الأول، وهي من الشعر الحر:

الصمت والمدى والريح ...

تذري رهبة الأجيال في تلك الدقيقه

قطرات العرق الباني: نداء

وسلال مثقلات بالحقيقه

الأسارير أخاديد مطيره

ثورة خرساء، أهوال مغيره

<<  <  ج: ص:  >  >>