بسكرة) على حد تعبيره، دون معرفة ما إذا كان ما نطق به شعرا، كان قد مل الدراسة في المساجد (دخل الجامع وعمره ست سنوات) وأراد الدخول إلى المدرسة بدل المسجد، التقى بأحد أبناء المدارس وكان ينشد نشيدا وطنيا فسأله فعرف منه أنه تلميذ في مدرسة لجمعية العلماء، وأخبره عن حياة المدرسة وما فيها من علم وجلوس على الكراسي والكتابة على الدفاتر، فتاقت نفسه إلى الدخول إلى المدرسة أيضا ليكون كصاحبه، وكان سكان بسكرة - حسب قول خمار - لا يتجاوزون الأربعين ألف نسمة، فاتح أباه في دخول المدرسة ولكن والده، وكان شيخا يحفظ القرآن الكريم ومبادى الدين، لم يأذن له في دخول المدرسة عندئذ، وكان عليه أن ينتظر ثلاث سنوات.
بدأ خمار بنظم القصائد النبوية على غرار البردة والهمزية للإمام البوصيري، وبعد نيله الشهادة الابتدائية في بسكرة في مدرسة تابعة لجمعية العلماء توجه إلى معهد ابن باديس، وكان طلاب المعهد يتدربون على النشاط الأدبي بالانتماء إلى لجان محددة حسب ميول كل طالب، فدخل خمار اللجنة الخطابية، فكان ينظم القصيدة ويلقيها أمام الطلاب، فاجتمع له من ذلك حوالي عشرين قصيدة، وهذه القصائد بقيت كلها في قسنطينة، كما قال، وبعد أربع سنوات في المعهد توجه إلى جامع الزيتونة بتونس ودرس فيه سنة واحدا، وفي تونس نظم الشعر في الغزل والرثاء، ومن ذلك رثاؤه للزعيم العمالي التونسي فرحات حشاد ...
سافر خمار إلى سورية ضمن البعثة الثانية لجمعية العلماء، ودخل دار المعلمين الابتدائية بحلب، وتخرج منها بعد ثلاث سنوات، ثم دخل كلية التربية بالجامعة السورية وحصل على الإجازة في الفلسفة وعلم النفس، وعلم لدى الحكومة السورية في المدارس الابتدائية.
عاصر خمار عدة ثورات وانقلابات في المغرب والمشرق، ففي تونس عاش الثورة على الاستعمار الفرسي، وفي سورية حضر الانقلاب ضد أديب