للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الورتلاني في التصدير إن جماعة عباد الرحمن (وهي من الإخوان المسلمين التي سهرت على طبع الكتاب) طلبوا منه جمع المقالات التي كتبها في الأيام القريبة ونشرها في الصحف السورية واللبنانية ... فأذن لهم بجمعها ونشرها في كتاب، وقال إنها (بضاعة مطبوخة على عجل) كما طلبوا منه كتابة التصدير لها، وبعد التصدير يأتي مقال عن دوره في انقلاب اليمن ثم مقال: الجزائر تجاهد منذ خمسة قرون ... (١).

وقد قدم للكتاب محمد عمر الداعوق، رائد جماعة عباد الرحمن، وكتب فاتحته رفيق سنو، واشتمل الكتاب على مقابلات تتعلق بالجزائر والمغرب العربي، وهو في بيروت، كما نشر عدة مقابلات ومقالات في جريدتي: الجريدة وبيروت، ويقول في إحدى هذه المقالات إنه (لا وجود للبربر في المغرب العربي لأن البرر تعربوا) وهو رأي يكاد يكون هو رأي الإبراهيمي وابن باديس. ومن مقالاته المنشورة في الكتاب (محنة اللغة العربية في الجزائر)، والورتلاني يحدثنا عن الدين والفرق (جمع فرقة) في المغرب العربي، ومحاربة فرنسا الإسلام علنا في الجزائر، ونريد أسابيع التسلح للجزائر، وبرقيات إلى زعماء المغرب والمشرق العربيين، ودور جمعية العلماء، ونص خطاب الشيخ العربي التبسي في مركز جمعية العلماء يوم ٧ يناير ١٩٥٦، وكتب مفتوحة إلى .. ويقع ما صدر من وثائق عن مكتب جمعية العلماء بالقاهرة من صفحة ١٦٩ إلى صفحة ٢١١ ثم بيان جمعية العلماء عن الجزائر في المؤتمر السنوي يوم ٧ يناير ١٩٥٦، بتوقيع الكاتب العام أحمد توفيق المدني ونائب الرئيس العربي التبسي، وهو البيان التاريخي الذي أعلنت فيه الجمعية دعمها الصريح لجبهة التحرير الوطني.

فكتاب (الجزائر الثائرة) ليس كتابا في التاريخ أو عن التاريخ (رغم ما فيه من إشارات تاريخية) ولكنه كتاب يحتوي على مادة أساسية للمؤرخ، وهي الوثائق، ولا غنى عنه عند كتابة تاريخ الجزائر المعاضر والثورة بالخصوص


(١) جريدة الحياة، بيروت، عدد ٢٨٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>