للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأسباب الاحتلال وهو لا يريد ذلك عندئذ؟ لقد انتهى في الجزء الثاني بنهاية عصر الباشوات (١٦٥٧)، وهو يقول عن هذا الجزء إنه جعله (لهواة التاريخ ورواد العلم والمعرفة، وسار فيه على منهج الجزء الأول من وضوح التعبير وسهولة الأسلوب واطراد الفصول وانتظام العرض واستيعاب الجمع وإحكام الوضع وصراحة الحكم، متحاشيا كل انحياز) (١).

ويصف الجيلالى انتقال السلطة من الباشا إلى الآغا على يد الديوان الإنكشاري بطريقة تفهمك أن الحكم العثماني في الجزائر كله قائم على مسألة المال، وهو التفكير الذي يقرره المؤرخون الفرنسيون منذ احتلال الجزائر، فالولاة العثمانيون (الباشوات) وخلفاؤهم من بعدهم لا هم لهم إلا جمع المال من كل وجوهه ثم الرجوع به إلى اسطنبول في نهاية الفترة التي يقضونها في الجزائر، يقول الجيلالي إن الباشا شعر بالاستقلال فاشتغل بشؤونه وجمع الأموال بوسائل الرشوة والسرقة، وكانت السلطة في مجلس الشورى للإنكشارية، فحملوه المسؤولية على الإسراف وسوء استعمال السلطة والتعدي على السفن، لأنه كان يرسل السفن لتعتدي (على من؟) ولتقوم بأعمال القرصنة (ضد من؟)، بل كان الباشا يدفع الأهالي إلى ذلك دفعا، ولم تكن اسطنبول تحس بما يجري في الجزائر، وربما حاول الباشا إخضاع الإنكشارية بالاستعانة عليهم بقبائل البلاد مما أدى إلى الحروب، وأخيرا قرر الديوان سحب رعاية الأموال من الباشا وكلف بها أحد الأغوات، بمساعدة الديوان، وكان ذلك يعني نزع السلطة الفعلية من الباشا، وقد انتهى الجيلالي في هذا الجزء بإبراهيم باشا وهو الذي أخذ منه الأغوات زمام الحكم (٢).

يشتمل الجزء الثاني على خريطتين وأربع لوحات مصورة وبعض


(١) كتب هذه العبارات في العين الزرقاء، حيث منزله، في ١٦ جمادى الأول ١٣٧٥ الموافق ٣١ ديسمبر ١٩٥٥، وقد طبع الكتاب في المطبعة العربية بالعاصمة، ويبدو أنه قد طبعه على حسابه، فالكتاب ظهر إذن سنة ١٩٥٦.
(٢) الجيلالي، تاريخ الجزائر العام، ج ٢، ص ٣٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>