للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورغم هذا الهدف الواضح من الكتاب فإن المدني ينفي أن يكون كتابه للدعاية، وإنما هو (تسجيل للواقع وتعريف علمي بالفطر والشعب الجزائري)، فهو يعتمد على الصادق من أنباء التاريخ وعلى الثابت من أرقام الإحصاء، ويصف الحالة الحقيقية كأنها الصورة طبق الأصل فلا مبالغة ولا تهويل) (ص ٧)، وقد ذكر في المقدمة رغبة مؤتمر الخريجين أيضا فقال إن الأستاذ محمد فؤاد جلال رئيس المؤتمر قد أبدى رغبته في تأليف عن الجزائر يستجيب لرغبة عربية وطنية، وتجدر الإشارة إلى أن فؤاد جلال وبعض الأعضاء من مؤتمر الخريجين العرب قد زاروا الجزائر سنة ١٩٥٥ والتقوا فيها بأحمد توفيق المدني وبعدد من أعضاء جمعية العلماء بالجزائر العاصمة (١).

منذ البداية أوضح المدني منهجه فقال إن الكتاب يخدم الثورة موضوعيا دون دعاية ولا تهويل، ومع ذلك فأسلوب الشيخ المدني أسلوب سياسي حماسي، وهو يعتمد المنهج التاريخي في تناوله للمعلومات والإحصاء، وقد بناه على ثلاث مراحل هي: التعريف الجغرافي بالقطر الجزائري، وسكان الجزائر، وتاريخ القطر الجزائري إلى الاحتلال الفرنسي، ثم تحطيم أمة أو سياسة فرنسا الاستعمارية تجاه الجزائر، وبعد ذلك تأتي المقاومة ثم (الثورة الكبرى)، ويتضح من ذلك أن جل الكتاب عن الاحتلال والمقاومة والثورة، وأن ما سبق ذلك هو تعريفات ومداخل وليس دراسات، أي أن هدف الكتاب هو الكشف عن أعمال الاحتلال بالجزائر وكيف ردت الجزائر الفعل، في الكتاب معلومات هامة شخصية، لاسيما تلك التي عاشها المؤلف نفسه في الجزائر، فهي معلومات من نوع المذكرات، وفيها آراء ومواقف بعض المجاهدين، ويبلغ الكتاب ٢٤٧ صفحة من الحجم المتوسط، ومنه نحو ٥١ صفحة عن الثورة، كما يضم بعض المصطلحات مثل التربيعة، وأسماء السلاح، وفيه أول منشور للثورة.


(١) انظر لاحقا.

<<  <  ج: ص:  >  >>