للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومكث في المشرق عدة أسابيع وتجول في مدنه وبعض عواصمه، ولكنه لم يسجل رحلة، حسب علمنا، وقد شارك خلال انتقاله إلى مصر فالحجاز في أنشطة هامة دونها بعض الطلبة، ولو دونها بنفسه لكانت ربما ذات قيمة خاصة، سيما ونحن نعلم أنه عاش في مصر سابقا وله مجال واسع للمقارنة بين ما عرفه في العشرينات وبين ما وجده بعد نحو ثلاثة عقود.

وعلى كل حال فإنه أثناء غياب الإبراهيمي كان التبسي هو الذي يدير شؤون جمعية العلماء في الجزائر وفي أوقات حرجة، وقد اندلعت الثورة وهو الرئيس الفعلي للجمعية، فكان عليه أن يسيرها وسط زعاع وهزات عنيفة، انتهت باستشهاده سنة ١٩٥٧.

سافر الشيخ التبسي إلى مصر بالجو في ٨ يوليو ١٩٥٤، فوجد في استقباله بالقاهرة الشيخين الإبراهيمي والورتلاني والسيد أحمد بيوض (ممثل حزب البيان) والشاذلي المكي (ممثل حزب الشعب)، وجمعا من أعضاء الجالية الجزائرية والبعثة الطلابية وبعض علماء الأزهر، وربما بعض أعضاء الإخوان المسلمين أيضا، وللأسف لا يوجد وصف مفصل عن تنقلاته ومقابلاته ومشاهداته ما عدا ما كتبه السيد البشير كاشة الذي لخص نشاط الشيخ في المدينة المنورة (١).

كان البشير كاشة من طلاب البعثة الجزائرية، فرصد نشاط الشيخ التبسي في المدينة المنورة، فقال إنه اجتمع مع الشيخ عبد العزيز بن باز (أحد القضاة عندئذ وقد أصبح مفتي المملكة) والأمير سعود الفيصل، وكان السيد أحمد بوشمال (أحد أعيان قسنطينة) مرافقا للشيخ التبسي في أداء فريضة الحج، قضى الشيخ تسعة أيام بالمدينة مقيما في فندق التيسير، وبعد زيارة الأماكن الإسلامية، استقبله الملك سعود في قصره بجدة، وفي مكة تعرف على شخصية بارزة من الإخوان المسلمين وهو سعيد رمضان الذي طلب منه المشاركة في المكتب


(١) البصائر عدد ٢٨١، أما التاريخ فهو مبتور.

<<  <  ج: ص:  >  >>