الدائم للمؤتمر الإسلامي العالمي الذي انعقد حديثا بالقدس فقبل الشيخ الدعوة - حب الراوي - وفي الحفل السنوي الذي أقامه الإخوان المسلمون حضر الشيخ التبسي، وتكلم علماء مصريون وسعوديون، وفي مناسبة أخرى نظمها الإخوان أيضا تكلم الشيخ التبسي، وبعد الانتهاء من مناسك الحج غادر الشيخ مكة متوجها إلى لبنان للقاء الشيخ الإبراهيمي فكانت جملة أيامه في الأماكن المقدسة شهرا (١).
عاد الشيخ التبسي إلى الجزائر وجاءت الوفود المهنئة إلى مركز الجمعية بالعاصمة، وقد تحدث عن رحلته الناجحة معربا عن رأيه أن الحكومات العربية سائرة في طريق النمو في الحجاز والشام ومصر، وأهم ما روته البصائر بهذه المناسبة هو حديثه عن الشيخين الإبراهيمي والورتلاني، فقد قال عن الأول إنه في الجزائر معروف بالأدب ورجاحة الفكر ... أما في المشرق فقد وجد من يفهمه، وهو في طليعة رجال العلم والدين والاجتماع .. فهو (أي الإبراهيمي) مستشار المراجع الإسلامية والعربية، أما الورتلاني فقد قال عنه كلاما غامضا وهو أنه منشغل بحل مشاكل الشعوب الإسلامية، فأنت لا تدري هل هذا الكلام يعني المدح أو القدح، وقد نوه التبسي بدور كل منهما وبجهودهما في رعاية البعثات الطلابية، فهما نعم السفيران للجزائر.
وأذكر بهذا الصدد أن الشيخ التبسي قد راسلني برسالتين على الأقل أوائل سنة ١٩٥٦ عندما كنت في القاهرة، انتقد فيهما زميله ورئيسه الشيخ الإبراهيمي على تصرفاته مع البعثات الطلابية وعلى تفضيله البقاء في المشرق على الرجوع إلى الجزائر في ذلك الظرف العصيب.
ونحن نعرف أن الشيخ التبسي قد استقبل في مصر من قبل رجال الدولة وكان محل رعاية أهل الفكر والسياسة والدين، ولكن الأيام برهنت على أنه كان متفائلا كثيرا في رأيه، فالحكومات العربية لم تكن رشيدة كما وصفها ولا