للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه الصنعة سوى بقوة عارضته. واستمع إلى هذه الأبيات منها:

لا تسل عن غرام قيس وليلى ... واستمع سورة الهوى كيف تتلى

آية الحب في المحبين وجد ... معه لا ترى الحياة بأولى

أنا صب متيم مستهام ... لم يدع لي من أحبه عقلا

قد سرى حبه بكلي وبعضي ... كيف أسلو وكيف لي أتسلى (١)

وله في هذا المعنى قصيدة على وزن وقافية بردة البوصري. فالحوضي إذن كان شاعر القصر وشاعر الحب النبوي في نفس الوقت. ولا شك أنه كان بين تيارين تيار دنيوي تتجاذبه السياسة والجاه والحياة الأدبية وتيار أخروي بدأت تسيطر عليه عقائد الصوفية والخرافات. وسنعرف أكثر عن التيار الأخير بعد قليل.

٢ - أما معاصره أحمد الخلوف فقد كان كذلك محتارا بين التيارين. فالزركشي صاحب (تاريخ الدولتين) قد (حلاه ونوه به ونقل من شعره) في شرحه (للقصيدة الدمامينية) (٢). ولكن يبدو أن الذي نوه به الزركشي هو شعر المدح السياسي الذي قاله الخلوف في السلطان الحفصي عثمان (٣). ومهما يكن الأمر فإنه بإمكاننا القول بأن جزءا من شعر الخلوف (شعر المدح خاصة) لم يضع وأنه ما زال مخطوطا في تونس.

كما أن ديوان الخلوف في المدائح النبوية (أو الشعر الديني) لم يضع أيضا. ويبدو أن الخلوف قد سار في هذا الديوان سيرة الحوضي في (الوسائل العظمى). فقد وضع في الديوان عناوين للقصائد مثل (قطر الغمام في مدح خير الأنام) ومثل (استرواح القبول بمدح طه الرسول) وهكذا. وقد أخبر


(١) هذه القصيدة وخمس قصائد أخرى (ميميتان ونونيتان وهائية) توجد ضمن مجموع بالمكتبة الملكية بالرباط رقم ٧٤٤٠. وفي هذا المجموع قصائد في المديح أيضا تنسب إلى أحمد المقري صاحب (نفح الطيب).
(٢) توجد من هذا الشرح نسخة مخطوطة بتونس. انظر مقدمة محمد ماضور لكتاب (تاريخ الدولتين)، تونس ١٩٦٦، د.
(٣) يكنى أبا عمرو، وقد حكم من سنة ٨٣٩ إلى سنة ٨٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>