للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد حفظت لنا بعض أشعار الحوضي وأراجيزه في مختلف الأغراض، من ذلك قصيدته الغزلية (الطنانة) حسب تعبير أبي حامد المشرفي الذي أورده (١). وقد قال المشرفي عنها أيضا إنها قصيدة تفتح الشهية. ومنها هذه الأبيات:

أرذاذ المزن من عيني نزل ... أم دموع الشوق إذ رق الغزل

أبعيني دمعة وكافة ... أم شعيب للنوى منها انتزل

لا بكت عيني ولا أبقى البكا ... ضوءها عن فعلها ان لم تزل

دع عذولي اللوم إني شائق ... رق طبعي دون صنعي في الأزل

أو ينسى العهد قلب دنف ... والهوى قبل النوى عنه نزل

لا تلمني دون علم عاذلي ... فبسمعي صمم عمن عذل

إن في نار هواكم جنتي ... لو علمت الحبل منكم يتصل

أمنوا روعة قلبي باللقا ... فانتظار الوعد قرب إن حصل

ومن الواضح أن القصيدة رغم مدح المشرفي لها، فيها تصنع كثير.

ومع ذلك ففيها رقة في اللفظ وعذوبة تجعلها صادرة عن شاعرية قوية في ذلك الوقت.

ولكن الحوضي كتب أيضا في الرثاء مثل قصيدته في رثاء شيخه محمد بن يوسف السنوسي، وهي قصيدة لزومية وطويلة (٤١ بيتا) وقد بدأها بقوله:

ما للمنازل أظلمت أرجاؤها ... والأرض رجت حين خاب رجاؤها (٢)

ومن شعره في المديح النبوي قصيدة في ٤١ بيتا أيضا، وهي تذكر القارئ لها بقصائد ابن الفارض في التصوف إذ فيها مزج بين حب النبي والعشق الإلهي. ولا نعتقد أن الحوضي كان فيها متميزا عن غيره من شعراء


(١) أبو حامد المشرفي (ذخيرة الأواخر والاول)، مخطوط، الجزء الثاني، ص ١٠ - ١١.
(٢) نفس المصدر، ١١ - ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>