للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للأغواط، وهي الغزوة التي انتهت بمد نفوذه على جانب كبير من الصحراء الغربية، بما في ذلك مدينة عين ماضي (١)، كما أن أبا راس وصف بعض آثار الباي العمرانية وسجل إعجابه بها ورفعه بسببها إلى مصاف الملوك.

وقد وفد على الباي أحمد بن محمد بن علال القرومي (٢) في مدينة معسكر، وسجل رحلته في قصيدة حسنة تدل على أن الشعر لو وجد مناخا طيبا لنما وازدهر:

لما التقيت بوافد الحسن البهي ... يزجى المطايا مغربا في عسكر خاطبته أين المسير فإنني ... أبصرت ما أدهى وأدهش منظري وقد خاطب بهذه القصيدة الباي ومدحه على أعماله، ثم تخلص إلى وصف الجامع الذي شيده في معسكر: وترى المدرس قد علا كرسيه ... يلقى على العلماء حب الجوهر

تحويه مدرسة غدت آثارها ... تحييه بالعلم الشريف الأشعري

تمحى رسوم الجهل من ألواحه ... تحمي شمائله من الزور السرى

وإثر غزوة الأغواط مدح القرومي الباي أيضا وهنأه بالنصر بقصيدة تبدأ

هكذا:

لقد أنجز الآمال وعدا من النصر ... كما أبرز الإقبال ما كان في الصدر

وأهدت وفود الفتح عذراء بلدة ... مثقلة الأرداف في الحلل الخضر (٣)

أما محمد بن الطيب المازري البليدي فقد قدم في مدح الباي قصيدة تدل على ضعف صاحبها في الشعر وكان رائده، على ما يظهر، نيل عطايا الباي الذي كان كريما معه، ومطلع هذه القصيدة:


(١) عن هذه الغزوة انظر (رحلة الباي محمد الكبير) لأحمد بن هطال، وهو أيضا أحد كتاب الباي، تحقيق محمد بن عبد الكريم، القاهرة. ١٩٦٩.
(٢) قرومة، قرب مدينة الأخضرية، والجدير بالذكر أن أحد أفراد عائلة القرومي كان قد مدح أيضا محمد بكداش من قبل، انظر عنه (التحفة المرضية) لابن ميمون.
(٣) انظر ذلك في (الثغر الجماني) مخطوط باريس، ١١ - ١٢ - ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>