للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقبل أن ننتقل إلى نقطة أخرى نود أن نشير إلى أن لابن حمادوش عدة

قصائد في علماء المغرب قالها حين زيارته الثانية لهم، وكانت موضوعاتها

هي طلب الإجازة، لذلك فهي في مدحهم على كل حال، ومن هؤلاء محمد

البناني وعبد الوهاب أدراق وأحمد بن المبارك، والملاحظ أنه لم يطلب

إجازة من أدراق وإنما طلب الدخول عليه وحضور مجلسه العلمي، ولكن

شعر ابن حمادوش الإخواني ضعيف.

وقد جاء في قصيدته في عبد الوهالب أدراق:

أيا سيدي عبد الوهاب تحية ... وبشرى لكم أهدى وأندى من الطل

أتيتك يا ملجا البرية كلها ... تنولني علما فنبرأ من الجهل

وخلقت أمي والعيال وصبية ... كأنها أفراخ الحمام لدى الوصل (١) ورغم ضعف شعر ابن حمادوش فقد افتخر بنفسه على الشاعر المفتي ابن

علي، وسبب ذلك أن ابن حمادوش كان ذات مرة في دار صديقه وشيخه

محمد بن ميمون فدخل عليهما المفتي ابن علي فلم يقم له ابن حمادوش احتراما

فغضب وخرج. هذه هي رواية ابن حمادوش على كل حال، وقد كتب ابن

حمادوش قصيدة طويلة هجا فيها ابن علي وافتخر بنفسه وشرفه العلوي الهاشمي.

وأقام هجاءه لابن علي على كونه غير عربي وكونه يحب الدنيا وأنه متكبر

متصلف، ومما جاء في هذه القصيدة الغريبة والضعيفة أيضا قول ابن حمادوش: خرجت ذليلا لا أعود لمثلها ... وهل يجمع السيفان، ويحك، في غمد

فإني من اللائي فوق الثرى ترى ... وأنفسنا في العرش تابعة المجد

فلا يدرك المجد المؤثل غيرنا ... وإن أدرك الدنيا وحازها في الأيدي (٢)


(١) ابن حمادوش (الرحلة) وهي في عشرة أبيات، ونشير إلى أن من بين المبادلات
الشعرية بين علماء الجزائر والمغرب ما ذكره ابن القاضي في (جذوة الاقتباس)
٩٥ - ٩٦ من أن عبد الله العنابي البوني كتب قصيدة لامية سماها (جواهر الجلال في استجلاب مودة ابن هلال) فرد عليه هذا (إبراهيم بن هلال السجلماسي المتوفي سنة ٩٠٣) بقصيدة جيدة مذكورة في الجذوة.
(٢) ابن حمادوش (الرحلة)، وله أيضا شعر في الحنين إلى الوطن والأهل وقطع ضمنها =

<<  <  ج: ص:  >  >>