للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهيهات أن يصل شعر ابن حمادوش إلى شعر ابن علي! ولكنها الطبيعة

الإنسانية القائمة على الحسد والمنافسة بين المتعاصرين، والمعروف أن ابن ميمون كان صديق الاثنين، فنحن نجده أيضا يقول شعرا جيدا في ابن علي سنعرض له. وكانت أيضا بين ابن عمار وابن علي علاقات ودية ومبادلات شعرية راقية سنعرض لها.

وفي (نفح الطيب) (١) لأحمد المقري نماذج من الشعر الإخواني الذي تبادله مع علماء ووجهاء الشام، من ذلك ما كتبه عبد الرحمن العمالي يمدح المقري من قصيدة طويلة كنا أشرنا إليها:

شمس هدى أطلعها المغرب ... وطار عنقاء بها مغرب

فأشرقت في الشام أنوارها ... وليتها في الدهر لا تغرب

وكان المقري يجيبه ويجيب أحمد بن الشاهين أيضا على مطارحاتهم،

وشعر المقري رقيق في أغلبه، ولا سيما في ميدان الإخوانيات والوجدانيات، ولا غرابة في ذلك فهو من خريجي المدرسة الأندلسية في بلاد المغرب. أما محمد العربي بن مصباح فقد جمع ديوانا في مدح شيخه محمد بن علي الشريف اليلولي، شيخ زاوية شلاطة. وقد ضمنه ثلاثين قصيده لعلماء الوقت وتلامنة الشيخ وكلها في مدحه. وأضاف إليها ابن مصباح ثلاثا من عنده. وفي هذا المجموع قصيدة محمد بن الحفاف، مفتي المالكية في وقته بمدينة الجزائر. وسمي ابن مصباح عمله (توشيح طراز الخياطة). ويذكر أن شيخه قد سلمه القصائد التي قيلت في مدحه (وعددها ٣٦ قصيدة) وطلب إليه أن يصححها ويشرحها ويعلق عليها، فقام بذلك طاعة للشيخ وخدمة للشعر (٢).


= مقاماته ورثاء في شيخه أحمد بن المبارك المغربي (١) انظر خصوصا الجزء الثالث منه، ١٦٨ وغيرها.
(٢) قام الشيخ المهدي البوعبدلي بتقديم دراسة عن (توشيح طراز الخياطة) إلى المؤتمر الذي انعقد ببرلين - ربيع ١٩٨٠ - حول (المؤسسات الدينية في المجتمع المغربي) =

<<  <  ج: ص:  >  >>