وكذلك تأليف الألغاز الذي ألفه أحمد بن قاسم البوني والذي لا نعرف له عنوانا، كما أن عبد الرزاق بن حمادوش قد ذكر نماذج من الألغاز في رحلته
بعضها لجزائريين وبعضها لغيرهم.
وبالإضافة إلى من ذكرنا كان سعيد قدورة وعبد الكريم الفكون وأحمد المقري ومحمد بن ميمون وسحنون بن عثمان ويحيى الشاوي قد جربوا التلغيز، ولا شك أن هناك مؤلفات أخرى جمعت بعض هذه الألغاز، مثل ديوان ابن علي، كما أن معظم العلماء والأدباء كانوا يتلاغزون.
من ذلك هذا اللغز:
ألا أيها الغادي على ظهر أجرد ... يشق الفيافي فدفدا بعد فدفد
تحمل رعاك الله مني تحية ... تحيي بها أهل المجالس في غد
وقل لهم ما سبعة خلقوا معا ... وما سبعة في ثوب خز مورد
حواجبهم سبعون في وجه واحد ... وأعينهم تسعون في خلق هدهد
أبوهم له حرفان من اسم جعفر ... وحرفان من اسمي علي وأحمد
فقد أجاب عنه يحيى الشاوي بقوله:
هم سبعة من بيضة خلقوا معا ... ومثلهم في ثوب خز مورد حواجبهم سبعون في كل واحد ... وأعينهم تسعون صورة هدهد
أبوهم رجيم مارد متمرد ... وقد جمعت من لفظ لغز مقيد
وقد نظم بركات بن باديس لغزا بعث به من قسنطينة إلى علماء الجزائر يسألهم فكه، بدأه بقوله:
أيا سائرا نحو الجزائر في غد ... ومن لجلاليب السلامة مرتدى
وهو طويل، وقد حاول الإجابة عليه سحنون بن عثمان الونشريسي (١). وهناك لغز في الميراث تبادله محمد الطبني ومحمد القوجيلي وكانت
(١) جوابه، وكذلك النماذج المذكورة، في رحلة ابن حمادوش، مخطوطة وهي الآن مطبوعة.