للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إجابة القوجيلي فيه طويلة بدأها بقوله:

طربت لما بدا لي ... نظم عقود اللآل فرائد الحسن فيها ... دارت بجيد غزال (١) ومن الألغاز التي شاعت بين علماء الجزائر (٢) لغز (هاج الصنبر) الذي امتحن به سعيد قدورة زميله أحمد المقري عندما حل (المقري) بمدينة الجزائر قادما إليها من فاس، وقد عيب على المقري أنه لم يفهم الجواب من المرة الأولى (والألغاز إنما هي لاختبار الذكاء وسرعة الإجابة) ولذلك أعاد عليه قدورة السؤال:

أبدرا بدا من غربنا بجزائر ... وبحرا عبابا من نفيس جواهر

أحاجيك يا فخر الزمان بلفظة ... أتت في مقام الرفع دون محاذر

فأبدل بالخفض المغير وصفه ... ولا سبب يبدو لرؤية ناظر

فليس مضافا أو بحرف يجره ... ولا اتبع المخفوض أو بمجاور

وليس بمحكي فيقبل جره ... فرد فأنت اليوم زين المحاضر

فكان جواب المقري الأول:

أتاني نظام من فقيه الجزائر ... فحييته إذ كان أكرم زائر

أشار به، فيما أظن، للفظة ... عراها من الاتباع حكم مغاير

وذلك مثل (الحمد لله) دائما ... فكسرك دال الحمد ليس بضائر

وما كان تأخيري جوابكم قلى ... وقد يترك المطلوب عند الضرائر

وعذرا فإن الشجو شتت فكرتي ... ولله أشكو ما تكن ضمائري (٣)

وقد راجعه قدورة بالأبيات الآتية لعدم إدراكه كنه الجواب:

رأيت جواب الحبر خير مؤازر ... وعيبة أسراري ومرآة ناظري


(١) نصه الكامل في (جليس الزائر) المنسوب لمحمد قدورة، المكتبة الوطنية - الجزائر، مخطوط غير مرقم.
(٢) أشار الفكون في (منشور الهداية) إلى قصة هذا اللغز ولكنه لم يذكر كل نصه.
(٣) في دراستنا لحياة المقري في الفصل السابق أشرنا إلى الظروف التي جعلته يشكو هذه الشكوى.

<<  <  ج: ص:  >  >>