للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمنتزهات وما فيها من جمال ظاهري يسحر العين ويثلج الصدر.

كما وصف الزهور وغيرها، وفي قصيدة طويلة نسجها على منوال قصيدة ابن زمرك الأندلسي ونظمها، كما قال، ببعض المنتزهات، واعتبرها

من أولياته، وطالعها (١):

أدر الكؤرس مع الأصائل والبكر ... واشرب على نغم البلابل والوتر ولم يكن ابن عمار وحده في هذه النزهة بل كان معه جماعة لم يكشف عنهم، ولعلهم أصدقاؤه من الشعراء والأدباء الذين أشرنا إليهم:

مع فتية متعاقدين على الوفا ... فكأنهم في منظر الدنيا غرر

من كل مشتمل ببرد مروءة ... أو كل ملتحف بثوب من خفر

الروض يهوى منهم أخلاقهم ... والبدر يعشق منهم حسن الصور

ولنلاحظ هذا الإلحاح من ابن عمار على المروءة والخفر والأخلاق،

ولا عجب في ذلك فابن عمار، مع علمه وشعره، كان متعففا.

ونظم ابن عمار في الورد وشقائق النعمان وزهر الليمون، إما بالشعر التقليدي أو بالمواليا الذي قال عنه إنه (طراز شرقي) اخترعه أهل بغداد ثم برع فيه أهل مصر، فقال في زهر الليمون: لله أدواح جلسنا تحتها ... نثرت علينا من أزاهرها درر

وبدا بها الليمون زهر كواكب ... والنار من نارنجها ترمي الشرر (٢)

أما في شقائق النعمان فقد قال البيتين التاليين على طريقة المواليا: هاروت لحظك وسحر لفظك الفتان ... والورد خدك وسيف اليزن بالأجفان

قد كان يحمي الشقائق قبلك النعمان ... وأنت فينا حميت الورد يا سلطان (٣)

ولم يتفنن ابن عمار في وصف مظاهر الطبيعة فقط بل وصف غير ذلك


(١) ابن عمار (النحلة) ٩٢، وقد ذكر منها ٢٤ بيتا ثم قال: (وهي طويلة اقتصرت منها على هذا القدر).
(٢) نفس المصدر، ٢٥٢.
(٣) نفس المصدر، ٢٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>