درمش الشرشالي، إلا أن يخرج من نطاق الجزائر وينتصر للعثمانيين في البلقان، فقد أشاد باستيلاء جيش السلطان أحمد الثالث (١١١٥ - ١١٤٣) على مورية سنة ١١٢٧. عالج الشرشالي في قصيدته الشعبية عدة موضوعات مثل فرمان السلطان إلى عسكر الجزائر يطلب منهم إرسال قوات عسكرية، وكون الجزائر استجابت وأرسلت ثلاث سفن محملة بالعساكر (ومنهم الشاعر نفسه)، ووصف الطريق والمعركة التي دارت بين العثمانيين وخصومهم، كما وصف الانتصار الإسلامي، وقد مجد فيها العلاقات الإسلامية وشكر الله ورسوله على توفيقه، وفاتحتها:
صلوا كلكم يا معشر الإخوان ... على المصطفى الهادي رفيع الشان
سبحان الإله المالك الدائم ... الفرد الجليل العادل الحاكم
ثم جاء فيها:
من بعد الرضى عن جملة الأعوان ... اصغوا وافهموا يا معشر الإخوان
فنحكي لكم قصة لها برهان ... صارت ذا الزمان في مدة السلطان (١)
وللشرشالي قصائد أخرى في غير ذلك الغرض.
ومن القصائد التي سجل أصحابها جهاد الجزائر قصيدة لشاعر مجهول تحدث فيها عن هجوم الدانمارك على الجزائر سنة ١١٨٤، وقد وصف فيها الشاعر ضرب مدينة الجزائر بالقنابل من قبل الدانماركيين، وبناء على الشاعر، فإن ذلك كان ليلة المولد النبوي حين أوقد المسلمون الشموع ليحتفلوا به، فظن الدانماركيون أن الجزائريين قد قاموا بهجوم ضدهم، فظلوا يطلقون القنابل على المدينة طول الليل حتى نفدت ذخيرتهم. وبالطبع نجد الشاعر متفائلا لأن النصر في هذه المعركة للجزائريين بفضل بركات الأولياء والصالحين المدفونين في المدينة، وقد نوه الشاعر أيضا برجال الدولة العثمانية، وتبدأ القصيدة هكذا:
(١) المكتبة الوطنية - الجزائر، رقم ١٠٤٥. وتبلغ القصيدة ٥٧٠ بيتا، وهي مبتورة الآخر.