للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة ٩٦٥، وهو يذكر أن العدواني قد غطى أيضا حروب عبد الصمد الشابي وابنه علي، وقد توفي الأول سنة ١٠٢٥ والثاني سنة ١٠٤١ (١).

ولكننا نستبعد أن يكون العدواني قد عاش إلى هذا التاريخ، ويمكن مقارنة ما رواه من وقائع بما رواه أيضا ابن خلدون والقيرواني عن نفس الموضوع، وبالإضافة إلى ذلك تحدث العدواني عن دور النساء في الحروب، وعن مكانة الدين لدى أهل القرنين المذكورين، وقد ذكر أن المرابطين كانوا يفرون من القبائل الصحراوية لعنادها، وفي (كتاب العدواني) أيضا وصف لأصول أسماء الأماكن التي تحدث عنها وبعض المعلومات عن دخول الأتراك إلى الجزائر وتونس وتصرفاتهم (٢)، وقد اعتبره فيرو من أهم الوثائق الأهلية النادرة في العهد العثماني، أما الشيخ محمد الطاهر التليلي فقد قال عن (كتاب العدواني) بأنه (أشبه بقصة عامية من قاص بين جماعة أميين بلغة دارجة محلية، لا تتعدى سرد الغرائب والنوادر وحكايات أصحاب البوادي ومجالسهم العامة، فلا يعول على أكثر ما فيه .. إلا مع عاضد من غيره) (٣).

وتدخل قصيدة الأكحل (الأخضر) ابن خلوف التاريخية عن واقعة (مازغران) في باب التاريخ المحلي أيضا. وهي قصيدة ضعيفة النسج رديئة وتكاد تشبه النثر المسجوع، وهي في نفس الوقت غامضة المعاني، بالنسبة إلينا اليوم، والمهم أن المرء يقرأ فيها أخبارا هامة عن وهران ومدينة الجزائر

وسلطان الترك، وبني ميزاب، وعبد الرحمن الثعالبي، وهي في حوالي ثماني

ورقات، تتناول العلاقات الإسلامية الإسبانية في القرن العاشر (٤).

والظاهر أن أبا علي إبراهيم المريني (البجائي؟) قد ألف عمله (عنوان


(١) انظر علي الشابي (المجلة التاريخية المغربية) ١٩٧٩، ٨٠.
(٢) فيرو (روكاي)، ١٨٦٨، ١٧٥ صفحة، وأضاف له فيرو ملحقا عن الزيبان وورقلة وما حولهما.
(٣) من نسخة مخطوطة من كتاب العدواني أعطاها لي الشيخ التليلي مشكورا.
(٤) نسختان منها في المكتبة الوطنية - الجزائر، ١٦٣٥، ١٦٣٦. انظر عن ابن خلوف فصل الشعر من هذا الجزء، فقرة الشعر الشعبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>