للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأخبار فيما مر على بجاية) في القرن العاشر أيضا، وما تزال معلوماتنا عن المؤلف وعن الكتاب غير دقيقة، ولكن ما ذكره عنه السيد فيرو يدل على أنه كتاب هام تناول فيه المريني تاريخ بجاية في العهد الإسلامي والإسباني، واستيلاء العثمانيين عليها في عهد صالح رايس باشا سنة ٩٦٢ ووصف لأحوالها الاجتماعية والسياسية، وكذلك أحوال قسنطينة وما حولها. وقد حصل منه السيد فيرو على نسخة من أحد علماء بني يعلى، ويدل العنوان الذي ذكره للكتاب أنه غير كامل لأن من عادة المسلمين تسجيع العناوين، وهذا غير مسجع، وقد عالج فيه المريني أيضا ما ارتكبه الإسبان من الفظائع ضد المعالم والآثار الإسلامية ببجاية، وقال فيرو ان المعلومات التي في هذا الكتاب تصحح المعلومات التي أوردها عن بجاية أمثال مارمول وليون الإفريقي (حسن الوزان) (١).

ومن المؤلفين الذين ما يزالون مجهولين، بركات الشريف الذي كتب عملا هاما في تاريخ الجزائر، ولا سيما تاريخ العثمانيين فيها، ولا ندري الآن حتى عنوانه بالضبط. والغالب أن يكون بركات الشريف قد عاش خلال القرن الحادي عشر لأن ابن أبي دينار مؤلف (المؤنس) قد نقل عنه، بينما انتهى ابن أبي دينار من كتابه سنة ١٠٩٢. وفي كل مرة ينقل منه يقول عنه (رحمة الله عليه) وهي عبارة توحي بأن بركات الشريف قد

توفي. ومما نقل عنه ابن أبي دينار غزوة أبي فارس عبد العزيز الحفصي مدينة فاس، وتولى عروج بربروس على الجزائر وهزيمة شارل الخامس

أمام الجزائر، ووفاة السلطان الحسن الحفصي، وغير ذلك من الأخبار (٢). ومن هنا يتبين خطأ السيد فيرو عندما قال إن الورقة التي

وجد فيها أخبارا عن أحوال الجزائر في القرن الثاني عشر هي من تأليف

ضائع لبركات الشريف (٣). والظاهر أن بير بروجر قد تبعه في


(١) فيرو (المجلة الإفريقية)، ١٨٦٨، ٢٤٥. انظر أيضا فقرة المكتبات من فصل المؤسسات الثقافية في الجزء الأول.
(٢) ابن أبي دينار (المؤنس) ط. تونس، ١٤٥، ١٥١، ١٥٨.
(٣) فيرو (المجلة الإفريقية)، ١٨٦٦، ١٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>