للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلعة حسن في الموضع الذي أقام فيه شارل الخامس، وبناء مستشفى وحمام كبير على غرار الحمام الذي بناه والده في إسطانبول (١)، ووصف بعضهم أيضا جامع السيدة وجامع علي بيتشين وجامع كيتشاوة ونحوها من المساجد التي اشتهرت بالجمال وثراء المادة وحسن الذوق (٢)، كما أطال بعضهم في وصف قصر أحمد باي بقسنطينة (٣)، وتحدث آخرون عن مآثر صالح باي العمرانية (٤)، كما وصف بعضهم قصر أهجي مصطفى باشا الجميل (٥). وقد لفت نظر بعض الأوروبيين طريقة البناء ومادة البناء أصلا عند الجزائريين فوجد أن المنازل على الخصوص كانت تمتاز بالأبواب الواسعة والغرف الفسيحة والأرضية الرخامية والردهة والباحة التي تنصب فيها في العادة فوارة، ولاحظ أن كل هذا يليق بالطقس الحار، وأن الغيرة على المرأة وفكرة الحريم قد أدت إلى قلة النوافذ في المنازل وندرة الشرفات التي قد تطل على الشوارع والمحلات العامة، وغالبا ما تفتح النوافذ، إذا وجدت، من الداخل، أما من الخارج فلا تفتح إلا في الحفلات ونحوها (٦).

وقد برع الصناع الجزائريون في بناء المساجد والقصور على الخصوص. وأهم ما يميز المسجد الصومعة والمحراب والمنبر والعرصات. وكانت الزرابي التي تفرش بها بعض المساجد من النوع الجيد. كما أن بعض المساجد، مثل التي ذكرنا، مبنية بالرخام والزليج المجلوب من الخارج ولا سيما من تونس وإيطاليا، ويضاف إلى ذلك الثريات الجميلة وقناديل الزيت والشموع في المناسبات الدينية. أما في القصور فقد استعملوا أيضا


(١) مورقان، ٣٦٨، ٥١٣.
(٢) ديفوكس (المجلة الإفريقية) ١٨٦٢، ٣٧٥، وكذلك سنة ١٨٦٧، ٤٥١.
(٣) فيرو (روكاي) ١٨٦٧ ج ١١.
(٤) بنى صالح باي قصرا خاصا بحريمه، بالإضافة إلى مبانيه الدينية والعلمية والمدنية.
(٥) قتل سنة ١١١٧ كما أشرنا من قبل، وقد أطال السيد لافاي (رحلة في شمال إفريقية)، ١٢، في وصف طبقاته وأبهائه وأجنحته وزخارفه ونقوشه. انظر أيضا هنري كلاين (أوراق الجزائر) في حديثه عن قصر الصيف (قصر الشعب اليوم).
(٦) شو، ١/ ٣٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>