للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضريح الشيخ الثعالبي (١).

٣ - أحمد بوقندورة: عائلة بوقندورة لها صيت وشأن في العهد الفرنسي. تولى الشيخ أحمد وظيفة الفتوى على مذهب الإمام أبي حنيفة بالعاصمة. وقبل ذلك عمل معاونا قضائيا في محكمة الجزائر مدة طويلة، من الخمسينات إلى الثمانينات، حسب السيد ألان كريستلو، ولكننا وجدنا في (المبشر) أنه تولى وظيفة الفتوى في نوفمبر سنة ١٨٧٧ بالجامع الجديد. وكان يتقن الفرنسية. وربما هو الأول الذي ألقى خطبة بالفرنسية بالجامع أمام الحاكم العام سنة ١٨٨٢، وهو الحاكم البغيض لويس تيرمان L.Tirman. وأشادت (المبشر) به لأنه أول من فعل ذلك. أما محمد بيرم الخامس فقد لقيه بالعاصمة ودخل داره، وشهد له بالدهاء السياسي و (التبحر في المعارف السياسية)، واتقان الفرنسية، وأخبر عنه أنه كان أيضا، عضوا في مجلس الحاكم العام (المجلس الأعلى للحكومة)، وله (مشاركة في الفقه والحديث). وهذه عبارة تعني عند العلماء أنه لم يصل إلى درجة الاتقان والتبحر في هذين العلمين وإنما له اطلاع وثقافة عامة فيهما. يقول عنه الشيخ بيرم، وكان على مذهبه الحنفي، أن بوقندورة كان إماما وخطيبا في أحد الجوامع (الجامع الجديد)، وأنه زاره في مقصورة الجامع، ودعاه بوقندورة لتناول العشاء في وليمة أقامها إكراما له في منزله. ووصف بيرم داره وبستانة بالجبل (؟)، فقال (وهو بستان ظريف، جامع للشكلين العربي والأروباوي، وبناؤه ظريف ونظيف، على النحو العربي المتقن) (٢).

ولعل تدجين العلماء على النحو الذي كان عليه بوقندورة هو الذي


(١) المبشر، ٢ مارس، ١٨٦٥ (كذا وجدت في أوراقي مع التأكيد على أن تاريخ الدفن هو ٢٥ أكتوبر ١٨٦٥، ويبدو أن هناك خلطا في التاريخ فانتبه).
(٢) انظر عنه الآن كريستلو (المحاكم الإسلامية)، ط. ١٩٨٥، ص ٢٧٥. والمبشر، نوفمبر ١٨٨٢ (؟) (وجدت عندي نوفمبر ١٨٧٧، وهو غير دقيق ما دامت قد أشارت إلى خطبته سنة ١٨٨٢). ومحمد بيرم الخامس (صفوة ...)، مرجع سابق، ص ١٦. وربما كان المقصود (بالجبل) ضاحية الأبيار أو بوزريعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>