التي حضر له فيها المفتش فهي النحو والبلاغة، وكان الشيخ عبد الحليم ولوعا بالأدب العربي ونصوصه. أما الحاضرون له فهم عمال المسجد وبعض الخواص من أعيان المدينة، إضافة إلى طلبة القسم العالي من المدرسة الثعالبية.
وفي تقرير آخر للمفتش ديستان، وصفه بالمثقف المتمكن والمتنفذ في مدينة الجزائر. وكان ذلك على أثر حملة التجنيد الإجباري (١٩١٢). وقال التقرير أن له درسين في المسجد عام وخاص. وهو يستعمل دفتر المناداة. وعدد الحضور يتراوح بين العشرة والثلاثين. مع نفس تصنيف التلاميذ السابق. غير أن الدروس الخاصة يحضرها تلاميذ السنة الأولى للمدرسة مع تلاميذ أحرار مترشحين لدخول نفس المدرسة. وكان الدرس الخاص (للتلاميذ) في مادة النصوص الأدبية من كتاب (المستظرف) وغيره. أما الدرس العام فهو في التفسير وشرح الأحاديث. وأما عدد الساعات الأسبوعية في كلا التقريرين فواحد، وهو خمسة لقاءات. ولكن التقرير لاحظ أن الشيخ كان متغيبا في عطلة منذ ١٥ أبريل ١٩١٢. وإذا كان عدد المواظبين عليه حوالي ١٢ في الدرس الخاص وحوالي ٢٠ في الدرس العام، فإن حركة التعليم المسجدي كانت غير قوية، إذ لا يوجد في العاصمة سوى أربعة مساجد تجري فيها الدروس على النحو المشار إليه. وهو عدد سنوي تقريبا، لأن التفتيش يجري سنويا (١). وباعتبار ابن سماية من الطبقة الأولى كان راتبه ١٨٠٠ ف سنويا، ابتداء من سنة ١٩١٥.
(١) ارجع إلى تقرير ويليام مارسي المذكور سابقا (١٩٠٦ - ١٩٠٧) وإلى تقرير ديستان ١٩١٢. وكذلك زوزو (نصوص)، مرجع سابق، ص ٢٢٦ - ٢٢٧. ودبوز (نهضة ...) ١، مرجع سابق، ص ١٠٦ - ١٢٧، وقد نقل عن تراجم عمر راسم أيضا. انظر أيضا عبد الرحمن الجيلالي (جوانب من كفاح الشيخ عبد الحليم بن سماية السياسي والثقافي)، مجلة الأصالة عدد ١٣ مارس - إبريل، ١٩٧٣، ص ١٩٩ - ٢١٢. وابن عدة، مرجع سابق، مخطوط. وتزوج ابن سماية سنة ١٨٨٧، وكان له سبعة أولاد. عن أوسمة الشيخ ابن سماية انظر دبوز (نهضة ...)، مرجع سابق، ١٢١ - ١٢٢.