للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والرمز في ذلك، فتكون المدرسة مستقلة عن الجمعية ومع ذلك تطبق برنامجها. وكانت الجمعية وصحفها تتولى الكشف عن اضطهاد المعلمين، سيما في الأرياف النائية حيث المتصرفون الإداريون المستبدون يحكمون بأمرهم، بقطع النظر عن كون المعلم تابعا أو غير تابع للجمعية.

في حدود ١٩٣١ كتب الشيخ أحمد توفيق المدني أن هناك حوالي ٣٠٠ مدرسة قرآنية على النمط الجديد. وذكر أن من أحدثها المدرسة الخلدونية ببجاية التي أسسها الشيخ الهادي الزروقي، خريج الأزهر وحفيد الإمام أحمد زروق البرنوسي (١)، وكذلك مدرسة الإخاء في بسكرة. وكل هذه المدارس كانت من تبرعات المحسنين. وذكر نفس المصدر أن عدد التلاميذ كان يقدر عندئذ بحوالي ثلاثة آلاف تلميذ. ولكن هذا عدد ضئيل بالنسبة لمجموع التلاميذ الذين كانوا في سن التعليم، وهو ٧٨٠ ألف، حسب الشيخ المدني نفسه (٢).

انتشر التعليم التطوعي حتى أصبح ظاهرة ملفتة للنظر بين الحربين.

فكل من له القدرة على التدريس، وكان ذا نفس طموحة انتصب في مسجد، فإن لم يجد ففي منزل تبرع به صاحبه، فإن لم يكن هذا ولا ذاك جلس في فناء داره. وقد رويت لنا قصص مدهشة على ذلك، أنها (حملة) للتنوير والضوء. وكم تحمل أصحابها في سبيلها الضنك والعناء. فالنظر الشزر من خصوم التعليم، والشبهات كانت كثيرة. وكذلك الحرمان من الوظيف والأجور، فهؤلاء ليسوا موظفين عند الدولة ولا مأجورين عند العامة لأنه ليس هناك جمعيات محلية دعتهم للتعليم. ومن الأمثلة التي يذكرها أهل بلدتنا قمار حركة التعليم التي نشرها الشيخ عمار بن الأزعر قبل هجرته إلى


(١) انظر ما كتبه عنه الشيخ أبو يعلى الزواوي الذي عرفه في القاهرة أثناء الحرب العالمية الأولى.
(٢) المدني (كتاب الجزائر). وقد ذكرنا أن عدد التلاميذ الذين كانوا في سن المدرسة سنة ١٩٣٦ هو ٦٢٠.٠٠٠، حسب مجلة (إفريقية الفرنسية)، يوليو ٩٣٨ ١. انظر أيضا فصل التعليم الفرنسي والمزدوج.

<<  <  ج: ص:  >  >>